"الرد الأوسع".. "إسرائيل" التي طلبت وقف إطلاق النار

بالعربي: لو أن «إسرائيل» فكرت لوهلة أخرى «بتعريض» كتفيها قليلا ما لكان الرد الأوسع الذي كان جاهزا لمثل هذا الوقت قد نال من مساحات ستنعكس إخلاءا للجبهة الداخلية العبرية من تعبئتها التي أصبحت أحد أثقل الهموم التي تعانيها حكومة الاحتلال، إنها متاهة ضيقة ومتشابكة بعقد صعبة تلك التي دخل بها الكيان العبري الآن، فالجميع تحت مظلة حكومة تل أبيب، بات على قناعة بأن أي عدوان على سوريا لن يمر بهدوء، والعاقبة ذات نتائج كارثية.

على جبهة لصيقة، هناك الفلسطينيون الذين يتداعون بالحجارة و«المقلاع»، والمقاومة التي تسند ظهرها إلى صوان دمشق التي ستزيد من عصب الحبل الذي يلتف حول رقبة تل أبيب التي لم تتذوق حلاوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة كما يجب وكما كانت تتمنى، لاشيء من جهة الشمال يطمئن بأن مصاريع أبواب النار يمكن أن تفتح في أية لحظة، وهفوات حكومة الاحتلال صارت وبالا على داخلها بطريقة تحيل الحياة فوق الأرض في المستوطنات والأراضي المحتلة إلى جحيم، لتصبح شارة الدلالة هي الاتجاه تحت الأرض فورا وإلا.

ليلة النار والغضب التي واجهتها «إسرائيل» الأسبوع الماضي، ليست الأخيرة وهي ليست كل شيء مما يمكن أن تواجهه في حال أراد الكيان العبري أن يرفع «خشمه» بزاوية حادة في وجه دمشق، دمشق المستعصية منذ سبع سنوات عن الممحاة الأميركية التي لم تستطع إلى الآن وفيما بعد، من أن تغير الخارطة كما تحلم، بالنسبة لجيش الاحتلال بات النظر من الجولان المحتل صوب سوريا ولو بطرفة عين بمثابة مخاطرة غير محسوبة، وهناك الكثير من الغموض حول القدرات التي ستمطر «إسرائيل» برد أوسع لا يعرف ماذا بعده أيضا، لأن حكومة نتنياهو تدرك أن الرياح التي ستهب من جهة العاصمة السورية لا يمكن التنبؤ بميعادها بأي شكل، وهذا تكتيك المواجهة مع الكيان العبري، ولا يمكن حساب قطر الدوائر التي يقاس عليها الرد الأوسع فالأوسع وهكذا.

«إسرائيل» تجاوزت مرحلة المأزق، تلك الأيام التي كانت تعاني فيها ذلك الأمر ستكون جيدة جدا بالنسبة لما ستدخل فيه مستقبلا، لا مأزق يؤرق تل أبيب الآن بل هناك انزلاق في حفرة نارية شديدة الحرارة، والاكتواء أمر لا مفر منه، قبل أشهر كان القول للجبهة الداخلية "الإسرائيلية" يؤكد أن حكومة تل أبيب غير قادرة على تأمين شيء يسير من الحماية لجبهتها الداخلية، وهذه الأخيرة لا تصدق والمعادلة تغيرت كليا، والسكين أصبح على رقبة الكيان العبري برمته، لم يعد ثمة شيء دون حساب، والحساب لا يمكن قياسه بأي وحدة حجم "إسرائيلية"، وعلى تل أبيب أن تبقي يدها على سماعة الهاتف وترفع الأخرى فوق رأسها لتطلب وقفا لإطلاق النار، حينما تفكر بإعادة ارتكاب الحماقة.