في أوقات الحروب.. لدمشق أسرارها !

بالعربي: عاشت العاصمة دمشق ليلة الخميس مشهداً مكرراً من العدوان الثلاثي الأخير على قلب العروبة النابض سورية حيث وقف جيش سورية في وجه أسوأ جيوش العالم وأكثرهم وحشيةً مدافعاً عن سماء هذه البلاد التي أنهكت العالم ولم تنهكها الحروب المتتالية التي فُرضت عليها خلال السنوات الأخيرة فكان نصر الحق على الباطل واجب وثقةٌ بوقوف الله إلى جانب هذه البلاد وشعبها وجيشها وقيادتها.

وما إن بدأت الدفاعات الجوية السورية بالانطلاق لملاقاة صواريخ كيان الاحتلال وتهشيمها في السماء السورية حتى تسارع السوريون إلى مواقع الإنترنت التي كانت سباقةً كالعادة في نقل هكذا أخبار ليعلموا ماذا يحصل في بلادهم فيتنقلون من هذه الصفحة إلى تلك الصفحة مجددين التحية إلى جيشهم ودفاعهم الجوي وفخورين كل الفخر بعظمة البلاد التي ينتمون إليها.

الاخبار لم تكن اعتيادية فلم يكتفِ الجيش السوري بالتصدي لصواريخ الاحتلال بل تعدى ذلك لعشرات الصواريخ التي تجاوزت الحدود تحمل آمال السوريين لتتساقط في عمق كيان الاحتلال مستهدفةً عشر مناطق عسكرية حسب وكالات إعلام عالمية ولم يعترف كيان الاحتلال بحجم الأضرار التي خلفتها هذه الصواريخ التي تجاوزت القبة الحديدية أمام عدسات الإعلام لتكسر هيبة الكيان مجدداً أمام أكثر جيش عقائدي في المنطقة.

داخل كيان العدو كانت صافرات الإنذار تدوي شمال فلسطين المحتلة داعية المستوطنين إلى الهروب إلى الملاجئ خشية الصواريخ السورية التي هزت كيان الاحتلال وباتت وسائل الإعلام العبرية تنقل مشاهداً من الشوارع الخالية في الجزء الشمالي من فلسطين المحتلة.

أما في دمشق فكان المشهد مختلفاً فتضارب الصواريخ في سماء دمشق وريفها والانفجارات التي تدوي نتيجة تدمير الدفاع الجوي لصواريخ العدو لم تجعل سورياً واحداً ينزل إلى قبو منزله بل على العكس تهافت السوريون إلى أسطح الأبنية وشرفات المنازل ليشاهدوا جيش بلادهم وهو يفشل مخططات العدو ويدمر صواريخه مفتخرين بهذا الإنجاز لبلد عانى سنوات ثمانية من الحرب بل حتى أن البعض نشر صوراً على فيسبوك وهو يجلس ويشرب الشاي أو المتة وإلى جانبه الأركيلة ليوصل رسالة مفادها بأننا قوم لا نخاف العدو ولا صواريخ العدو وثقتنا كبيرة بجيش سورية.

أما الشوارع فلم تفرغ أبداً حيث أن حركة السير لم تتوقف أبداً وسيارات التكسي العمومي كانت تتحرك من شارع إلى آخر باحثةً عن ركاب تنقلهم من مكان إلى آخر أما المطاعم التي تفتح في دمشق على مدار الساعة كمطعم يوكو مثلاً لم يتغير شيء عليه وكان زواره هم ذاتهم يتابعون الأخبار عبر شاشات كبيرة متواجدة في هذا المطعم وغيره ومن المطاعم والنوادي الليلية التي ربما لم تسمع أصوات تضارب الصواريخ أمام صخب الموسيقى.

يجمع الجميع بأن هناك سراً في الشعب السوري لا يستطيع أحد فك شيفرته فهذا الشعب لم تعد تؤثر به أعتى أنواع الحرب النفسية المعادية ولا أي تهديد لدولة معادية أو تجمع دول من كيان الاحتلال إلى أمريكا إلى فرنسا وبريطانيا فهناك ثقةٌ لم تتغير بجيش سورية لم تتزعزع بل زادت سنوات هذه الحرب من هذه ثقة السوريين بجيشهم ورئيسهم ليسَ لشيء بل فقط لأنهم الوحيدون المؤمنون بقدسية هذه البلاد وثباتها فهم أبناء هذه الأرض الذين قد يتغير العالم بأجمع ولن يتغيروا أبداً.