"إسرائيل" لا تنام وحالة استنفار قصوى وتُفكر بضربة جديدة لسوريا

بالعربي: هناك قول شعبي سوري (بتكفيك هل الرعبة) ويُستخدم للتعبير عن الشخص الخائف الذي يترقب ضربة من خصمه… هذا هو حال "إسرائيل" منذ أيام، والرعبُ يصلُ هذه اللحظات إلى ما يُشبهُ الهوس من انتقام إيراني.

ولن نقول أن هذا لا يخدم مشروع نتيناهو في ضرب إيران، وتسويق ذلك شعبياً ودولياً، ولكن بالمقابل ينعكس سلباً على سياسته العدوانية الارتجالية.

ضمن السياق أفردت القناة العبرية الثانية، تقريراً مفصلاً عن إمكانية “التسلل” إلى القواعد العسكرية أو المستوطنات، وأن الجيش في حالة تأهب “قصوى” تحسبا من الرد الإيراني في الشمال، والذي قد يكون عن طريق التسلل كمجموعات فدائية… تقديرات الخبراء العسكريين تشير إلى أن إيران سترد على استهداف عناصرها في الهجوم على مطار “T4” في 9 نيسان 2018.

لاحظوا : لم يتم ذكر قصف مواقع الجيش السوري في حماة!

الطيران "الإسرائيلي" لم يُغادر الأجواء من شمال لبنان إلى تل أبيب إلى الجولان، على أنه طلعات استكشافية. هذا في الجو، أما على الأرض فالأمر أوضح وأشد رُعباً، فقيادة الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، حاولت أن تُخفف هذا الرُعب، وأصدرت تعليماتٍ لسكان منطقة الشمال بمواصلة أعمالهم كالمعتاد، بداعي أن الضربة في حال نفذت ستكون ضد أهداف عسكرية.

لكن هل يُخففُ الكلام من التوتر الشعبي؟

القناة الثانية قالت: (الضربة الإيرانية المتوقعة تشغل حديث السكان في الشمال، والجميع يبحثون عن أمكنة حماية، كما بدأت البلديات بفحص جاهزية الغرف الآمنة في البيوت، الملاجئ العامة جاهزة لكنها لن تُفتحَ تجنبا لزيادة الذعر، بينما يواصل الجيش إجراء تدريبات في المنطقة).

مخابرات الاحتلال أكدت أنّ قاسم سليماني، هو الذي سيقود “العملية الانتقامية” ضد "إسرائيل". وأن إيران مصممة على الرد، ولكنها تبحث عن طريقة للعمل دون أن تنكشف، أو من أجل أن تدعي أن جهات أخرى هي التي نفذت إطلاق النار أو الرد.

يُتابع التقرير المخابراتي الذي صدر البارحة الأحد: (يُخطط حرس الثورة الإيراني لعملية انتقامية تتضمن إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه "إسرائيل"، والتغطية على ذلك واتهام جماعات غير إيرانية… إيران ليست معنية بالحرب، ولكنها تريد الانتقام والخطة العملانية التي تعمل عليها باتت قريبة من التنفيذ، وفي إطارها سيتم إطلاق عدة صواريخ من أراضي سورية إلى "إسرائيل". وتشير التقديرات إلى أنها ستطلق باتجاه أهداف عسكرية وليست مدنية).

تقرير مخابرات الاحتلال يُمهد لاتهام حزب الله لتوسيع الدائرة وزيادة المبررات لشن حرب كبيرة، فيقول: (سيكون حزب الله شريكاً في هذه العملية… إنّ ضباطا ووحدات خاصة ستشارك في عملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، بعض هذه الصواريخ موجود في سوريا، وبعضها الآخر يتم نقله من إيران إلى سوريا، في حين يلجأ جيش الاحتلال إلى اتخاذ عدة إجراءات لرفع الجاهزية، وخاصة منظومات اعتراض الصواريخ).

وسواس الخوف أكدته صحيفة “هآرتس” على لسان المحلل العسكري عاموس هرئيل: (تؤكد مخابرات الاحتلال أن انتقام إيران سيكون مماثلاً لما قامت به "إسرائيل" في سوريا، وهي التي تقصف قوافل الأسلحة التي يتم نقلها من إلى حزب الله في لبنان… إيران ستستخدم ذات الأسلوب لردعنا، ولكن مع الحفاظ على ضبابية بشأن هوية المنفذين، وتجنب الحرب في سوريا التي بدأت تستعد فيها عسكريا، وتجد صعوبة في مواجهة التفوق الاستخباري والجوي لجيش الاحتلال. وحتى في اليمن، فالجميع يعلم أن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على السعودية يتم تهريبها من إيران، ولكن طهران تتظاهر بأنها لا تعرف شيئا).

بالعودة لتقرير مخابرات الاحتلال: (قام قائد فيلق القدس في حرس الثورة، قاسم سليمان، بالتخطيط واستشارة ضباط من الوحدات الصاروخية التابعة لحزب الله، وسيتم استخدام عناصر من العراق والباكستان وأفغانستان… ليتم حصر الاستهداف بقواعد عسكرية في الشمال فقط…)

بنيامين نتنياهو، أرسل أيضاً تحذيراً لإيران في احتفالات الذكرى السبعين لـ”تأسيس جيش الاحتلال”، قائلاً: (الأعداء الذين يهددون بالقضاء علينا، يعرضون أنفسهم للخطر).

ماهو سبب التسريب "الإسرائيلي" لهذه المعلومات ؟ سواء كانت هذه المعلومات صحيحة أم كاذبة فهذا يهدف إلى :

التلميح أمام العالم بأنّ خططه إيران مكشوفة، وبذلك يتم فرض تأجيل تنفيذ العملية الانتقامية، وأيضاً حشد الرأي العام ضد طهران.

إيران لا تقوم بعمل عسكري وفق التقديرات "الإسرائيلية"، بل تُفاجئ عدوها في التوقيت والمكان.

ما حصل في لبنان أثار جنون إسرائيل، فتيار المقاومة اكتسح حتى التوقعات الأكثر تشاؤماً في تل أبيب، لهذا على مخابرات الاحتلال بالتعاون مع الدول الشقيقة للبنان، وأيضاً “الخاسرين” في الانتخابات اللبنانية، على كل هؤلاء تحريك الوضع الأمني هناك… ولا مانع مع التحرشات العسكرية بحزب الله بحجة دعمه لعملية الانتقام الإيراني.

هناك مؤشرات بين استعدادات عسكرية دفاعية وهجومية "إسرائيلية" بنفس الوقت، فنتنياهو قصّرَ مدة زيارته لقبرص، بحجة وفاة والدة رئيس قبرص… وألغى زيارته إلى روسيا.

إذاً نتنياهو وقادة حربهِ في وضع استنفار بسبب الخوف وأيضاً بسبب تحضير لضربة استباقية، فهل ستزيدُ تل أبيب النار اشتعالاً؟

المصدر: مركز فيريل للدراسات