من سيحضر احتفال نقل السفارة الأمريكية في القدس المحتلة؟

بالعربي: بينما يسابق كيان الاحتلال الوقت لإنجاز إجراءات الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وفي الوقت الذي أعلن الرئيس الأمريكي ترامب عن أنه لن يحضر المرسم وأعلن عن الوفد الرسمي الذي سيقوم بالافتتاح، أظهرت المناسبة انشقاقا عميقا في الوسط السياسي الصهيوني، بحيث ظهرت عملية نقل السفارة بأنها عمل يخص الائتلاف الحاكم اليمين وليس الكيان كله.

حيث أن وزارة الخارجية الصهيونية امتنعت عن توجيه الدعوة إلى معظم أعضاء الكنيست من المعارضة لحضور الحفل الذي ستقيمه عشية الافتتاح، وتبين أن معظم أعضاء الكنيست الذين لا ينتمون إلى فئة الصف الأول من الشخصيات المصطلح عليه "أ"، قد تم استثناؤهم، أيضا من الدعوة إلى الاحتفال المركزي بافتتاح السفارة، الاثنين المقبل.

وسيقام الاحتفال الذي تقيمه الخارجية الصهيونية، مساء الأحد، بحضور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والسفير الأمريكي المعتمد لدى الكيان ديفيد فريدمان والوفد الأمريكي،  وأيضا نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان الذي يرأس وفد بلاده الرسمي المكون من ابنة الرئيس وصهره جاريد كوشنير ووزير الخزانة ستيف منوحين والمبعوث جيسون غرينبلات وحاكم فلوريدا ريك ستوك ورئيسة اللجنة الفرعية للاعتمادات المالية الأجنبية في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام وأعضاء من الكونغرس.

بالإضافة إلى القائمة ستصل بعثة مكونة من ثمانية نواب أمريكيين في الكونغرس الأمريكي يرأسها رئس لجنة القوات المسلحة جو ويلسون. كما ستصل بعثة كبيرة من زعماء الجالية اليهودية بالولايات المتحدة، المجتمع المسيحي، وسفراء أمريكيون سابقون لدى الكيان وآخرين. وهو أكبر وفد يشارك في افتتاح سفارة أمريكية في الخارج في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية.

ووجهت الخارجية الصهيونية الدعوات إلى جميع أعضاء الحكومة ورؤساء لجان الكنيست وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست وأعضاء آخرين من الائتلاف الحكومي.

ومع ذلك، وباستثناء رئيس المعارضة البرلمانية إسحق هرتسوغ زعيم المعسكر الصهيوني وأعضاء المعارضة في لجنة الشؤون الخارجية والأمن، فإن بقية أعضاء الكنيست الذين ليسوا في الائتلاف، بما في ذلك أعضاء الكنيست من الأحزاب العربية، لم يتلقوا الدعوة.

وتعليقا على هذا قال أحمد الطيبي النائب عن "القائمة المشتركة"، إنه لم تتم دعوته وأنه "من الجيد عدم دعوته." فيما علق يوسف جبارين العضو الآخر في القائمة "لم تتم دعوتي، وبالطبع لن أشارك في كل الأحوال. نقل السفارة بالنسبة لي هو موضوع للاحتجاج وليس الاحتفال، وفي يوم نقلها سأشارك في تظاهرة احتجاج. القدس هي العاصمة المشتركة للبلدين وأي محاولة لإملاء واقع مختلف تشكل تهديداً لفرص التوصل إلى اتفاق سياسي".

في هذه الأثناء تجري الشرطة الاحتلالية  استعدادات أمنية مكثفة للحدث ونشرت قوات معززة من الشرطة في أنحاء القدس، خصوصا في الحي الذي تتواجد فيه القنصلية الأمريكية والتي ستتحول الأسبوع القادم إلى سفارة الولايات المتحدة.

وخلال الأسابيع الماضية أجرت السلطات الأمنية تقييمات أمنية استنتجت منها بان الحدث يمكن أن يكون قابل للانفجار، خصوصا على ضوء أن الحدث سيأتي بعد يوم من مسيرة أعلام القدس، ويليه يوم النكبة، بالإضافة إلى الاستعدادات الأمنية الصهيونية سترافق البعثة الأمريكية حراسة أمنية مشددة خاصة بها، والشرطة ستوفر حماية أمنية للمنطقة المحيطة بمبنى السفارة.

وسيشارك في حفل الافتتاح ألف شخص بينهم 300 شخص من البعثة الأمريكية. ويشمل الممثلون الصهاينة المشاركون بالاحتفال إضافة إلى من ذكر أعلاه، رئيسة المحكمة العليا، رئيس الكنيست، مراقب الدولة، الحاخامات الرئيسيين، رؤساء الطوائف ورئيس المعارضة. وسيتضمن الاحتفالخطابين أو ثلاثة أحدها لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤول البعثة الأمريكية.

وعلم بوقت سابق أن رئيس باراغواي هوراسيو كاراتسو من المتوقع أن يصل إلى الكيان في نهاية شهر أيار/مايو لافتتاح سفارة بلاده في القدس المحتلة. بحسب الاتفاق بينه وبين رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو في حديث هاتفي. وكان كاراتسو أعلن نهاية الشهر الماضي عن نيته نقل سفارة بلاده إلى القدس قبل انتهاء فترة حكومته في 15 آب/أغسطس من هذا العام.

وكان كارتسو أعلن تصريحاته هذه خلال حفل استقبال بمناسبة ما يسمى "ذكرى استقلال إسرائيل" السبعين في اسونسيسون العاصمة، بمشاركة سفير الكيان في الباراغواي زئيف هرئيل، الرئيس المنتخب لباراغواي مرديو ابدو بينيتز، نائب الرئيس المنتخب هوغو فيلاسكيز، وزير خارجية باراغواي ومسؤولين حكوميين.

وأعلنت حركة السلام الآن نيتها التظاهر خارج الاحتفال بنقل السفارة. في الأسبوع القادم ستطلق الحركة حملة جماهيرية ضد عملية نقل السفارة بعنوان "ليس هكذا-ليس الآن"، وبموجبها فإنها تعتبر أن نقل السفارة في الوقت الحالي يمس بعملية السلام وامن الكيان.