عندما تموء السعودية بوجه الأسد.. حفل حصاد ينتظر القوات العربية المشتركة في حال قدومها

بالعربي: بعباءة مذهبة فاخرة ولكنة بدوية غير واثقة أطلق وزير خارجية مملكة الورق عادل الجبير تهديداته بإمكانية إرسال قوات سعودية إلى الشمال والشرق السوري لتحل مكان القوات الأمريكية، أتى ذلك التصريح عقب ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضرورة سحب قوات بلاده بأسرع وقت من الأراضي السورية، عادت واشنطن لتضغط على السعودية من خلال تحميلها مسؤولية الضلوع بانتهاك حقوق الإنسان بحق اليمنيين، لقد كان موقفاً مثيراً، يدل على ابتزاز جديد يقوم به ترامب على طريقة رجال الأعمال لمملكة المال والنفط.

كتب علي مخلوف لشبكة عاجل الإخبارية : هل أراد ترامب من خلال تصريح سحب جنوده ثم تحميل السعودية مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان في اليمن أن يقول للرياض نريد المزيد من المال بطريقة غير مباشرة؟.

بالعودة لتصريحات عادل الجبير التي كانت كمواء قط بوجه أسد،فإنه بالنظر إلى السيرة الذاتية للمملكة غير جديرة بالاهتمام، لقد عجز السعوديون عن الدفاع عن معبر عرعر الحدودي مع العراق عندما وصل إليه تنظيم داعش واستعانوا وقتها بمقاتلين من جنسيات عدة، كما أن الرياض باتت عاجزة عن بسط سيطرتها على المحافظات الحدودية مع اليمن، جنود آل سعود هناك يعيشون حرب استنزاف مستمرة ومرعبة.

تخيلوا إذاً وجود قوات سعودية ضمن القوات العربية في شرق سوريا، هل يحتمل السعودي إعادة مقاتليه بأكياس جثث ؟ إن كان الأمريكي خائف من تلك الفكرة فما بالكم بالسعودي الذي اعتاد أن يدفع للآخرين من أجل أن يقاتلوا بالنيابة عنه، أما مصر فهي لا تريد زج نفسها في تلك الخطوة، وبقية الدولة الخليجية لن تجرؤ على إرسال جنودها لأنه إذا كانت السعودية الأقوى خليجياً خائفة من تلك الفكرة رغم تصريحات الجبير، فكيف بباقي الدول الأضعف في الخليج؟ تلك الدول إن تم إرسال قوات عربية فإنها ستشارك بعدد رمزي لن يستطيع تشكيل فرق، وهنا لا بد من التذكير بأن لواء الإمام الباقر وبقية مقاتلي العشائر شرق سورية أعلنوا بدء مرحلة عمليات المقاومة ضد الوجود الأمريكي لم يطل الوقت حتى تنبه ترامب لخطر الخطوة وتحول هؤلاء المقاتلين إلى ما يشبه الصحوات العراقية ضد وجود جيشه في سوريا، فأعلن عن نيته بسحب جنوده بأسرع وقت.

بقي احتمال واحد فقط ألا وهو الاعتماد على الجماعات الإرهابية التي تم ترحيلها إلى الشمال وجرابلس، بحيث ستكون تلك العصابات نواة جيش يحتمي به بضع مئات من الضباط العرب تحت اسم قوات عربية مشتركة، لن تخوض تلك الـ “قوات” أي حرب أو مواجهة بل سيكونون بمثابة مستشارين ووجودهم معنوي واستفزازي واستعراضي فقط، في حين سينبري إرهابيو ميليشيا جيش الإسلام والنصرة ومن معهما للقتال تحت مظلة ما تُسمى بالقوات العربية، وهنا سيرى المحور الروسي ـ السوري ـ الإيراني فرصةً لفرك الأذن الخليجية عموماً والسعودية خصوصاً، حيث سيتم استهداف تلك الميليشيات الإرهابية كونها موضوعة على قائمة الإرهاب، بالتالي سيُجبر الضباط العرب على الانسحاب خوفاً من استهدافهم وسيعرف هؤلاء بأن حجة استهداف الإرهابيين في الشمال وجرابلس ستكون سبباً جيداً لاستهدافهم فتأملوا.

السيناريو إن تم إرسال قوات عربية مشتركة مكان الأمريكي سيكون دموياً، سيواجه الإرهابيون ومعهم الخليجيون والعرب، كلاً من الجيش السوري وحلفائه إضافةً إلى مقاتلي العشائر ولواء الباقر وباقي القوات الرديفة، لن تستطيع تركيا الاصطفاف بشكل فج مع هؤلاء في مقابل الروسي، بل ستكفي أنقرة بالحصول على ضمانات فيما يخص حدودها والورقة الكردية مبدئياً، فيما سيكون حفل الحصاد مزدهراً في الشرق والشمال السوري، فهل تينع رؤوس عرب الخليج في جرابلس؟