ماذا قال "ستيفن هوكينغ" عن حماس والمقاومة؟

بالعربي: إلى جانب تألقه العلمي، تبدو مواقف عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ، المناصرة للقضية الفلسطينية، وتأييده مقاطعة "إسرائيل" حاضرة وموجبة لحفاوة وداعه بعد رحلة حياة استمرت 67 عاما، بحسب ما أبرزته مجلة ميدل إيست آي البريطانية.

وتقول المجلة البريطانية: إن توديع الراحل الشهير بحفاوة ليس كي يتذكره الناس فقط من أجل تألق عقله العلمي؛ ولكن لأنه دعم بصوته القوي حق الفلسطينيين في المقاومة، فضلا عن دعوته إلى وضع حد للحرب في سوريا واعتباره غزو العراق مبنيا على افتراضات وأكاذيب.

مقاطعة "إسرائيل"

وتوفي هوكينغ، الذي اشتهر بنبوغه رغم إعاقته، الخميس، بمنزله في مدينة كامبريدج البريطانية عن 76 عاما، نال خلالها جائزة نوبل، وتوصل للعديد من النظريات العلمية.

وتستذكر المجلة، انسحاب هوكينغ في 2013 من مؤتمر بشأن مستقبل "إسرائيل" في القدس، مشيرا إلى أنه قرر "احترام المقاطعة" بناء على نصيحة من أكاديميين فلسطينيين.

وكان ناشطون من أجل الحقوق الفلسطينية من الذين نشروا إشادة به على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى دعمه حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على "إسرائيل" "بي دي أس" التي تعمل على مستوى دولي من أجل المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية لها، وتطالب بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.

في المقابل، أدان مؤيدو "إسرائيل" هوكينغ، وقال متحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال: إنه "لم يسبق لأحد من العلماء بهذه المكانة أن قاطع "إسرائيل".

وانتقد رئيس المؤتمر "إسرائيل" ميمون في بيان انسحاب هوكينغ، وقال: إن "المقاطعة الأكاديمية "لإسرائيل" تعدّ برأينا شائنة وغير صائبة وخاصة بالنسبة للشخص الذي تكمن روح الحرية في أساس رسالته الإنسانية والأكاديمية".

تأييد المقاومة

وفي حديثه لقناة الجزيرة في يناير/كانون ثانٍ 2009 بشأن العدوان "الإسرائيلي" على غزة وأسفر عن استشهاد أكثر من 1000 فلسطيني، قال هوكينغ: "سيستمر الشعب تحت الاحتلال في المقاومة بأي طريقة ممكنة. إذا أرادت "إسرائيل" السلام، فسيتعين عليها التحدث إلى حماس كما فعلت بريطانيا مع الجيش الجمهوري الإيرلندي"، مضيفا أن "حماس هم القادة المنتخبون ديمقراطيا للشعب الفلسطيني ولا يمكن تجاهلهم".

ويبدو أن موقف هوكينغ من فلسطين قد ازداد بعد زيارة استمرت ثمانية أيام لـ"إسرائيل" عام 2006 عندما التقى رئيس وزراء الاحتلال آنذاك إيهود أولمرت.

وتضيف المجلة أن هوكينغ ألقى في تلك الزيارة محاضرة أيضا في الجامعة العبرية بالقدس وزار جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة "بشكل غير شرعي".

كما استخدم هوكينغ صفحته على الفيسبوك لدعم العلماء في فلسطين، ودعا في العام الماضي أتباعه إلى التبرع بأموال لدعم افتتاح مدرسة فلسطينية متقدمة ثانية للفيزياء.

إدانة غزو العراق

كما تبنى هوكينغ مواقف إنسانية متقدمة بشأن ما يجرى في سوريا والعراق.

ففي عام 2014، تحدث هوكينغ عن الحرب في سوريا ضمن حملة لمنظمة إنقاذ الطفولة في الذكرى الثالثة للصراع، وذلك من خلال التعبير عن تجارب الأطفال المتضررين من القتال.

وقال هوكينغ: "إن ما يحدث في سوريا يعد شيئا مكروها، شيئا يراقبه العالم بلا حول ولا قوة من بعيد. ويجب أن نعمل معا لإنهاء هذه الحرب وحماية أطفال سوريا".

كما تبنى هوكينغ موقفا ضد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.

وقال هوكينغ في خطاب ألقاه في مسيرة وقف الحرب في 2004: إن الحرب كانت على أساس "أكاذيب" بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وعلى افتراضات بوجود صلة بين حكومة صدام وهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وحقق هوكينغ شهرة عالمية بعد نشره كتابا عام 1998 بعنوان "تاريخ موجز للزمان" الذي يعنى بالفيزياء النظرية بحثا عن نظرية موحدة من شأنها أن تحل النسبية العامة وميكانيكا الكم.

وحقق الكتاب بيع 10 ملايين نسخة، وحوّل مؤلفه إلى أحد أكثر علماء العالم تميزا، وذلك بينما كان هوكينغ يستخدم الكرسي المتحرك بعد أن عانى من التصلب الجانبي الضموري في سن 22 عاما، وكان لا يستطيع التكلم سوى بواسطة جهاز حاسوب بصوت اصطناعي تحول إلى سمة مميزة له حسبما افاد المركز الفلسطيني للاعلام.