مناورة سوتشي ومناورة "تل أبيب"!

بالعربي-كتبت- ثريا عاصي: 

مؤتمر سوتشي ؟ ماذا حصل في سوتشي ؟ لا جديد ! فهمت أن وفداً من المعارضة عاد إلى تركيا، إحتجاجاً على رفع علم الجمهورية العربية السورية !! وصرح الناطق باسمه أن الوفد قرر العودة إلى تركيا، وكلف الوفد التركي إبلاغه  مقررات المؤتمر ... ووقع نظري على صورة يظهر فيه أعضاء هذا الوفد بينهم ثلاثة نساء، أعتقد أن بينهن السيدة بسمة القضماني  التي وضعت منديلاً، كما أعتقد بالمناسبة غطت فيه شعر رأسها، علماً أنها تكون عادة سافرة في فرنسا ووقفت مثل رفاقها خلف  علم الإنتداب الفرنسي في سورية ! كما لو كان  اللباس والعلم أداة عمل ...

أما عن التحضير لدستور جديد تحت أشراف ستيفان ديمستورا وتشكيل لجنة تتوكل تنسيق  الإجتهادات في هذا المجال، فهذه من وجهة نظري ملهاة ستستمر فعاليتها طالما أن  المقاومة الوطنية العربية السورية، جيشاً وشعباً وقوى رديفة لم تقنع حكومة السيد رجب طيب اردوغان بان سورية تكون مستقلة  سيدة أو لا تكون .. وطالما أن الأميركيين لم يقتنعوا بأن الوطنيين السوريين أكثر عدداً  بفارق كبير كبير من العملاء والمتعاونيين . وأنهم أقوى لأنهم أكثر أيماناً وشجاعة ..
وفي  سورية يكون السوري سورياً فقط، بصرف النظر عن أصله وفصله ومعتقده .. والمحتل محتلاً سيخرج من البلاد لا محال.

اما في الجانب الآخر وموضوع التهديدات  "الإسرائيلية" .. فهذا  طبيعي، بل منتظر ودليل قاطع على أن "الثورات" منذ 2010 ما هي إلا عمليات دبرها المستعمرون وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل"، تشبه ولكن على مقياس أكبر عملية الإرهاب الإسلامي في أفغانستان الذي ظل مستشار الأمن القومي الأميركي بريجنسكي يتفاخر بها حتى تاريخ وفاته . أي ان هناك علاقة بين المشروع "الإسرائيلي" من جهة وعملية "الإرهاب الإسلامي" في سورية ولبنان .. هذه العملية التي انخرط فيها الكثيرون ممن يعلمون ومن الذين لا يعلمون . وفي هذا السياق ليس مستبعداً أن يلجأ "الإسرائيليون" إلى فتح جبهة ضد لبنان ... هذه فرضية  يجب أخذها بعين الإعتبار، ولكن قد لا تكون الوحيدة إذ قد تكون المسألة مقتصرة فقط على التهديد لإمرار صفقة تتعلق في مسألة استغلال النفط وتثبيت الخط الأزرق بين البلدين التي زعم اللبنانيون الذي وقعوا على  رسم هذا الخط أنه مؤقت !! هكذا هي الحكومات العربية تميتنا تدريجياً بعلاجات مؤقتة . وفهمت أن هذا الخط يمنح "الإسرائيليين" حصة في المياه الإقليمية التي يعتبرها اللبنانيون تابعة للبنان ...
وهناك فرضية ثالثة على أساس أن التهديدات "الإسرائيلية" ما هي إلا ضغوطاً، إلى جانب ضغوط "الشقيق السعودي المالية والمذهبية"، الغاية منها تفجير الوضع الداخلي في لبنان تطبيقاً للنموذج السوري، من أجل استهلاك الطاقة العسكرية الموجودة لدى المقاومة في حرب ضد السلطة أو أجهزتها، أو بعض الناس أو بعض المرتزقة، تحت اشراف خبراء غربيين يعملون في سورية منذ سنوات .

المصدر: (الديار)