خبير عسكري: "عملية جنين" ضربة قوية للاحتلال ومرحلة "عض الأصابع" بدأت

بالعربي: أكد الخبير العسكري اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات أن "عملية جنين"، الليلة الماضية، كشفت هشاشة جيش الاحتلال في مواجهة خلايا المقاومة، ووجهت صفعة قوية "للإسرائيليين" على المستويين العسكري والسياسي، مبيناً أن الاحتلال عاش ليلةً قاسية في جنين.

وشدد اللواء عريقات على أن العملية الأمنية "الإسرائيلية" الفاشلة، والتصدي لها ببسالة يدلل بما لا يدع مجالاً للشك على أننا أمام تطور نوعي للعمل العسكري المقاوم في الضفة الغربية، مؤكداً انه من الصعب السيطرة عليه.

وتوقع عريقات أن تكون المرحلة المقبلة مليئة بالاشتباكات مع خلايا المقاومة، إضافة إلى تنفيذ عمليات كر وفر تستهدف المستوطنين، على غرار عملية طريق تل–صرة قرب مدينة نابلس التي قتل فيها حاخاماً "إسرائيلياً"، مشيراً إلى ان المرحلة المقبلة ستكون وبالاً على "الإسرائيليين".

وقال: الاحتلال يعيش مأزقاً حقيقياً، وباب الاحتمالات مفتوح على جميع الخيارات الميدانية، بينها حدوث "عمليات دراماتيكية" كالتي وقعت في جنين، وفي طريق تل–صرة قرب مدينة نابلس الأسبوع الماضي.

وأشار إلى أن الاحتلال يعيش مأزقاً كبيراً جراء تصاعد أعمال انتفاضة القدس التي بدأت تأخذ اشكالاً جديدة في العمل المقاوم، لافتاً إلى أن التصريحات "الإسرائيلية" التي أعقبت عملية تل – صرة، وعملية جنين تدلل على حجم المأزق والارتباك "الإسرائيلي" من تصاعد أعمال الانتفاضة.

وذكر أنَّ العملية وجهت رسالة قوية إلى الاحتلال والولايات المتحدة مفادها "أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للواقع الذي تحاول "إسرائيل" والولايات المتحدة فرضه، وأنه سيرفض جميع الاملاءات التي تنتقص من حقه، وأن الشعب الفلسطيني سيواجه كل المشاريع التصفوية بالحديد والنار".

ويرى عريقات أن الانتفاضة الفلسطينية آخذة بالتصاعد لبقاء أسباب انطلاق شرارتها وهي الإبقاء على القرار الأمريكي الجائر بشأن القدس، واستمرار الانتهاكات "الإسرائيلية" المتواصلة على جميع الصُعد، وفشل خيار التسوية في تحقيق أي انجاز.

وقال اللواء عريقات: "باب الاحتمالات مفتوح، لأن "الإسرائيلي" ما زال متعنت، ويصعد ميدانياً ويدير الظهر للحقوق الفلسطينية، ويعاقب الشعب الفلسطيني، ويرتكب الجرائم ضدهم، ولا يمكن امام تلك الصورة للفلسطيني إلا أن يقاوم بكل الوسائل".

وأشار عريقات إلى أن "الشعب الفلسطيني يراهن على أخذ حقوقه المشروعة بالطريقة الذي اجبرته "إسرائيل" للجوء إليها وهي المقاومة الميدانية المسلحة، ويتعزز الخيار لدى أبناء الشعب الفلسطيني مع فشل التسوية في تحقيق أي إنجاز".

وأضاف: ما دام هناك احتلال وما دام يمارس الاحتلال جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ستبقى الانتفاضة وستبقى المقاومة بكل أشكالها ووسائلها ولو بوتيرة تصاعدية متنوعة.

ولفت عريقات إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالأمر الواقع الذي تسعى "إسرائيل" والولايات المتحدة لفرضه في فلسطين، قائلاً :"الفلسطينيون لن يقنعوا بأي حلٍ ينتقص من حقوقهم وثوابتهم، وما دام هناك نكران لتلك الحقوق فالانتفاضة والمقاومة هي الخيار".

وبين عريقات أن "إسرائيل" واقعة في مأزق ميداني كبير اسمه "انتفاضة القدس" لكنها تحاول التغطية عليه من خلال إعلامها، مشيراً إلى ان إعلامها من خلال الرقابة العسكرية يحاول الظهور بأن الأمور تحت السيطرة لثلاثة أسباب وهي: تطمين الجبهة الداخلية، وإظهار إسرائيل للعالم أنها مسيطرة وقوية، ولضمان استمرارية التحالف الإسرائيلي الحكومي.

وقال: "الشعب الفلسطيني هو صاحب الكلمة، وهو صاحب الميدان، وتعودنا على "إسرائيل" أنها تكذب كلما تتنفس، وتعكس الحقائق والوقائع خاصة المتعلقة بالأمن".

وتشير آخر التحقيقات "الإسرائيلية" في العملية الخاصة داخل مدينة جنين الليلة الماضية، إلى أن الهدف رقم 1 من العملية والمسئول عن قتل المستوطن بعملية نابلس لا زال حراً طليقاً ما يعني فشل العملية العسكرية برمتها.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية قولها إن المسئول عن العملية لا زال حراً طليقاً وأن الفرضيات تقول بأنه لم يكن في المنزل المستهدف أو انه هرب منه خلال العملية وبعد استهداف القوة بنيران من مسلح آخر.

في حين قالت الصحيفة إن أفراد القوة الخاصة فوجئوا بنيران تطلق باتجاههم من مكان قريب من المنزل المستهدف قبيل وصولهم لهدفهم فأصيب جنديان بجراح وأنه لولا سحبهم إلى الخلف لقضى أحدهم متأثراً بجراحه.

وأضافت الصحيفة أن الجهود الأمنية "الإسرائيلية" تتركز حالياً على المستوى الإستخباري لتعقب هدف العملية الذي نجا منها ، في الوقت الذي جرى وضع القوات الخاصة على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات مستعجلة حال ورود معلومات حول رأس الخلية أو أفراد منها.

وبينت الصحيفة أن قوات الاحتلال لا يعرف بعد إذا ما كان الشهيد بالعملية من بين المنفذين لعملية نابلس، أو أن المعتقل كان له علاقة بها وأنه من الممكن عدم اعتقال أي من منفذي العملية بعد.

وكانت قوات الاحتلال انسحبت صباح الخميس من وادي برقين ومدينة جنين بعد عملية عسكرية استمرت 10 ساعات تخللتها اشتباكات وعمليات اقتحام وهدم منازل أدت لاستشهاد مواطن وإصابة واعتقال آخرين، بالإضافة لإصابة جنديين إسرائيليين، لكن نتائجها النهائية لم تنجلي بشكل كامل بعد.