"إسرائيل" تقتطع "يخرب بيتك" من تصريحات عباس وتطلق حملة تحريض ضده

بالعربي: كما كان متوقعا استثمرالاحتلال حكومة وإعلاما تصريحات الرئيس عباس حول الرئيس دونالد ترامب وقوله "يخرب بيتك" ووظفتها لتحقيق مآرب دعائية واتهام الشعب الفلسطيني مجددا باستمرار الصراع وحتى باللاسامية لوصفه الصهيونية بالمشروع الاستعماري الغربي. وكان العنوان الرئيسي في صحيفتي يديعوت ومعاريف: أبومازن لترامب: يخرب بيتك.

من دلهي اقتنص رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تصريحات الرئيس عباس فقال إن الأخير كشف النقاب عن الحقيقة. وتابع نتنياهو مزاعمه إنه" أزال القناع عن وجهه وكشف النقاب عن الحقيقة البسيطة التي أعمل جاهدا منذ سنوات طويلة على غرسها في قلوب الناس ومفادها أن جذور الصراع بيننا وبين الفلسطينيين تعود إلى الرفض الفلسطيني الدائم للاعتراف بدولة الشعب اليهودي مهما كانت حدودها".

يشار إلى أن الهند شهدت مظاهرات تحتج على استقبال نتنياهو.

وسارع خصم نتنياهو السياسي رئيس "اسرائيل" رؤوفين ريفلين للانضمام لجوقة التطبيل والتزمير "الإسرائيلية" ضد الرئيس عباس واصفا كلماته بالرهيبة.

وأضاف "هل يعقل القول إن "إسرائيل" هي نتيجة مؤامرة من العالم الغربي لتوطين اليهود في مناطق تابعة للسكان العرب، والقول إن الشعب اليهودي لا علاقة له بأرض "إسرائيل"؟ على ما يبدو لقد نسي ـ عباس ـ الكثير من الأشياء وقال بالضبط ما اتهم به منذ سنوات بمعاداة السامية وإنكار المحرقة.

وزعم ريفلين أنه بسبب هذه التصريحات، لا يوجد حوار بين الجانبين قائلا: في كلامه، ينكر عودتنا إلى وطننا، رغم أن أبو مازن يعلم جيدا أن القرآن نفسه يعترف بأرض "إسرائيل" كأرضنا.

وبدون هذا الاعتراف الأساسي، لا يمكننا بناء الثقة والتقدم. أما وزير التعليم المستوطن من حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت فسارع للقول انه حان الوقت للتفكير في اليوم التالي ما بعد أبو مازن، ومن المهم أنه عندما تنتهي حقبة الدولة الفلسطينية، تبدأ حقبة السيادة "الإسرائيلية".

وتابع بينيت المعارض للتسوية ويدعو لسلام اقتصادي: "أبو مازن ومعه فكرة قيام دولة فلسطينية بطريقها للابتعاد والزوال والاختفاء من العالم. ويشير سلوكه إلى أنه فقد حقه في الاستقلال".

من جانبه، رد وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، من حزب الليكود، على الخطاب بالقول إن "أبو مازن يدمر كل احتمالات السلام، مختارا التحريض ضد "إسرائيل" والتراث اليهودي بدلا من الاعتراف بيهودية دولة "إسرائيل". سيتابع أبو مازن عملية التدمير، وفي المقابل سنعزز سيطرتنا.

وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، الذي يحرض بشكل منهجي على الرئيس عباس منذ سنوات قال إن هذا الخطاب يمثل تدميرا لسياسة أبو مازن ويشير إلى فقدان السيطرة، وفقدان دعم العالم العربي المعتدل، والتخلي عن المفاوضات.

وتابع دعايته "لاحظوا ما يحدث بين أبو مازن والعالم العربي، يوضح العالم العربي لرئيس السلطة أنه يفضل الولايات المتحدة عنه. يتمتع أبو مازن بالدعم المالي الذي يقدمه رئيس الولايات المتحدة، لهذا فإن إدارته غريبة من وجهة نظري. فهو لا يفهم أن لا بديل للولايات المتحدة، ليس له ولا "لإسرائيل" فحسب، بل لكل العالم المعتدل.

واتهم ليبرمان الرئيس عباس بالسعي إلى خوض مواجهة سياسية مع "إسرائيل" مدعيا انه إنه يعتقد أنه يحظى بأكثرية تلقائية في كل المؤسسات العالمية، لهذا يتوجه إليها خلافا لكل الاتفاقات بيننا.

وتابع "بالإضافة إلى ذلك، يناشد شن مواجهة، ونحن نشاهد أن هناك مظاهرات يشارك فيها أشخاص مقابل الأجر. يجري الحديث عن مظاهرات يرأسها ويشجع المشاركة فيها مصدرا تعليماته مباشرة".

ولم تختلف ردود المعارضة "الإسرائيلية" كثيرا فعقبت عضو الكنيست تسيبي ليفني، التي شغلت أيضا منصب رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين في عام 2007، بالقول إن: "أبو مازن يتنازل عن دولة فلسطينية، لكننا لن نتخلى عن دولة ذات أغلبية يهودية قوية ولديها حدود مع الفلسطينيين. علينا أن نسعى إلى تحقيق هذا الهدف، مع الفلسطينيين أو دونهم".

أما عضو الكنيست عن "المعسكر الصهيوني"، نحمان شاي أكتفى بالقول: "لقد ظهر الشيطان المعادي للسامية لأبي مازن ومن الأفضل أن يتخلص منه". وأن يعرف أن "إسرائيل" ستظل خالدة إلى الأبد. يفهم أبو مازن أيضا أن الوقت لا يعمل لصالحه ولصالح الاتّفاق، ويستحسن أن يعرف أنه من الأفضل إجراء مفاوضات سياسية بدلا من العنف وسفك الدماء المستمر. 

متجاهلة مضامين خطاب الرئيس انشغلت الصحافة العبرية بقول "يخرب بيتك" دون إخفاء فرحتها واعتقادها بأن هذا القول سيعزز انحياز واشنطن أكثر فأكثر لجانب "إسرائيل".

صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ومن خلال مقال للكاتب اليؤور ليفي، ترى أن خطاب عباس احتوى على مضامين عدوانية، في ظل إعلانه رفض الوساطة الأمريكية، لكنه في المقابل أعلن التزامه في استمرار التنسيق الأمني. ولكنه بالمقابل تابع “أعتقد أن الخطاب غير عادي، ومرير وساخر ويكشف اليأس المطلق له من "إسرائيل" والإدارة الأمريكية وفرص عملية السلام”. وحسب ليفي، فإن عباس لم يدمر كل الجسور، رغم إعلانه انتهاء اتفاق أوسلو مدعيا أن الرئيس عباس يدرك ان الغاء الاتفاق يعني عمليا تكفيك السلطة، وهذه مرحلة من اليأس لم يصل اليها على ما يبدو.