مئوية "عبد الناصر" أحيت أغاني الوطن والثورة

بالعربي: في السادس عشر من كانون الثاني/يناير من كل عام يتم الإحتفال على نطاق ضيق بعيد ميلاد الزعيم "جمال عبد الناصر"، لكن مع مرور مئة عام على ولادته إستنفرت معظم وسائل الإعلام المصرية بالتعاون مع المنابر الفنية لإحياء المناسبة ضمن إحتفاليات كبيرة، ومعها إيقاظ الحس الوطني والقومي العربي الذي سبق وعشناه مع أغنيات وأناشيد حماسية تركت في عدة أجيال صورة مضيئة عن الكفاح ضد الصهيونية والإمبريالية.

أبرز الإحتفاليات ما حضّرته دار الأوبرا على المسرح الكبير مساء يوم ميلاده مع أوركسترا الموسيقى العربية بقيادة المايسترو الدكتور "علاء عبد السلام"، تقدّم برنامجاً من الأغنيات التي تُظهر معنى مفهوم القومية العربية، وما حملته ثورة 52 من تغييرات في بنية النظام المصري، والمحفزات التي أسهمت في زياد حمية الشعب على الصمود والنضال، وفي البرمجة: موسيقى (إسلمي يا مصر) مع عشر محطات غنائية لأصوات متميزة من فناني الأوبرا هي: "ع الدوّار" (ياسر سليمان) "على باب مصر" (غادة آدم) "والله وعرفت الحب" و"يا نسمة الحرية" (أحمد محسن) "وتعيشي لكل الشعب" (آيات فاروق) "صورة" (محمد متولي) "يا أغلى إسم في الوجود"، "ثوار" (رحاب مطاوع) "المارد العربي"، "حي على الفلاح" (وليد حيدر) "يا جمال يا مثال الوطنية"، "محلاك يا مصري" (رحاب عمر) "إحنا الشعب"، "بالأحضان" (أحمد عفت) وختام الإحتفالية يشارك الجميع في أوبريت "الوطن الأكبر".

وأحيا "دار الكتب والوثائق القومية" برئاسة الدكتور "أحمد الشوكي" المئوية في إحتفالية عُرض فيها فيلم تسجيلي عن الزعيم الراحل، وأقيمت ندوة أدارها الدكتور "أحمد زكريا الشلق" رئيس اللجنة العلمية لـ "مركز تاريخ مصر المعاصر"، تحدث فيها "عبد الحكيم عبد الناصر". كما أقيم معرض تضمن وثائق وصوراً للزعيم في حقب مختلفة وفترات حساسة من سني حكمه، وسلّمت الدكتورة "هدى عبد الناصر" الدار عدداً من الوثائق عن والدها، لإثراء هذه الذاكرة منعاً لأي نسيان أو تجاهل قد يحصل في أي وقت ولأي سبب. ونشطت الإذاعات المصرية في بث الأغنيات التي تعبّر عن ملامح فترة غنية من تاريخ مصر الحديث، شارك فيها الشعراء (بينهم صلاح جاهين، عبد الرحمن الأبنودي، محمد حمزة، عبد السلام أمين، أحمد فؤاد نجم)  والملحنون (بليغ حمدي، محمد الموجي، كمال الطويل، محمد عبد الوهاب) والمطربون (تتقدمهم: أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، شادية، عبد الوهاب وغيرهم كثير).

إذن المناسبة أعادت إحياء الروح النضالية التي سادت في فترة حكم الزعيم "عبد الناصر"، والتي تلازمت مع تحدّيات كبيرة تعرّضت لها مصر والأقطار العربية، من قوى كبرى أرادت كسر عزيمة الثورة التي أشعلها"عبد الناصر" في شرايين الأمة، وما تزال معالمها حية بصورة أو بأخرى في روح العرب كلهم..