المخابرات والإدارة الأمريكية في ورطة وفي دائرة الإتهام و السبب..صاروخ!

بالعربي: من يبحث قليلا على صور لبيونغ يانغ و سيؤول سيتفاجيء بأن مساكن العمال و الفلاحين في كوريا الديمقراطية عبارة عن ناطحات سحاب فاخرة بينما في كوريا الجنوبية لازال تعج ببيوت الصفيح التي يقطنها الفقراء خلف ناطحات السحاب التي في داخلها مقرات الشركات العابرة للقارات, و لكن الإعلام الأمريكي و الغربي الكاذب يقلب الحقائق و من أشهر كذبات الإعلام الغربي مؤخراً هي مقولة قيام رئيس كوريا الديمقراطية بإعدام زوجته لتظهر زوجته بجانبه بعد عدة شهور, و لم يكلف الرئيس الكوري نفسه لتكذيب خبر الاعلام الغربي ربما لأنه يدرك بأن الغرب حين يكذب على نفسه و ثم يصدق الكذبة و هذا ما يظهر في كتابات المحللين الغربيين الذي فجأة فتحوا عيونهم و إذ بجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية دولة تملك رأس هيدروجيني و صاروخ عابر للقارات لتصبح سادس قوة في العالم تملك هذه التقنية, دفعت الكتاب الغربيين لتوجيه اصابع اللوم الى المخابرات الامريكية و الادارة الامريكية.

و بحسب مجلة ناشيونال انترست الأمريكية التي لازالت مأخوذة بالبروغندا الاعلامية الغربية قالت في التسعينات كانت كوريا “الشمالية” دولة مثيرة للشفقة بكونها فقيرة غير قادرة على إطعام شعبها و إقتصادها محطم تعيش على الكفالة الصينية و جيشها قديم و معداته بالية, و بعد أكثر من عشرين عاماً و هي لازالت تعتمد على القوى الخارجية للحصول على النفط و الغاز (في اشارة الى ان هذه الدولة تحت العقوبات الامريكية منذ عقود طويلة) و فجأة يتم كشف النقاب عن برنامج صاروخي يمكن أن يستهدف أي زاوية في الولايات المتحدة الأمريكية و إستيقظنا جميعاً و في يوم واحد على واقع مرير حيث يمكن “للشرير ذو المظهر الكرتوني” بحسب تعبير المجلة أن يطلق صواريخ باليستية عابرة للقارات على بعد 8000 ميل, و أصبح السؤال أين كانت المخابرات الأمريكية.؟

تقول المجلة لقد وصل نظام كيم الى هذا الحد و إنتهت الحكاية, لان مجتمع الاستخبارات الامريكية كان يعمل على افتراضات قديمة و قديمة و يقللون من شأن و من تفاني كيم جونغ اون و الآن صحيفة التايمز تضع اللوم على المحللين و المشرفيين البيروقراطين في مجمع الاستخبارات الأمريكي و لكن ماذا عن واضعي السياسات و المسؤولين الأمريكيين و تضيف نعم الإستخبارات مسؤولة و لكن النقد يجب أن يطال صناع القرار الذين يديرون السياسيات الخارجية للولايات المتحدة و الذين أخذوا البلاد الى الحرب على العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل حين كانت بيونغ يانغ تطور برنامجها الصاروخي.

و تضيف المجلة إذا لم يتمكن جواسيس المخابرات الامريكية من التقاط الاشارات الحمراء في المنعطفات الخطرة و صناع القرار لديهم افتقار الى وضع التصورات في عالم السياسة و الآن في حال ذهول و يعيشون في صندوق مغلق و حتى الآن غير قادرين على مناقشة بديل للوضع القائم, فيمكن وصف ما يحدث على انه استسلام خطير لعدو قاتل و ثم أعادت المجلة الى الاذهان محاولات جورج بوش الآب عندما دفع بسياسة نزع السلاح النووي من الجزيرة الكورية, في دعوة غير مباشرة للحوار مع بيونغ يانغ, و لكن ما لم تكتبه المجلة هو : هل كوريا الديمقراطية اليوم ستقبل بالإتفاق الذي قبلت به قبل سنوات و لكن مزقته العنجهية الامريكية ..؟ و خصوصاً أنها أدركت بأن سلاحها النووي هو الذي منع العدوان عليها و ليس الاتفاقات مع الادارة الامريكية التي تتراجع عن الاتفاقات و كما حدث مع كوريا الديمقراطية قبل سنوات يتكرر الآن مع إيران حيث تتنصل الادارة الامريكية من اتفاقات سابقة.

المصدر: جهينة نيوز