هل تدعم الولايات المتحدة سرا إقامة دولة كردستان في سوريا والعراق؟

بالعربي: اتهم وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، الولايات المتحدة بتقديم مساعدات للتنظيمات الإرهابية بحجة مكافحة "داعش".

وقال جانيكلي، في كلمة ألقاها اليوم السبت أمام الجلسة الطارئة للبرلمان التركي لمناقشة تمديد تفويض عمليات الجيش في سوريا والعراق: "الولايات المتحدة ودول أخرى تقدم مساعدات هائلة للمنظمات الإرهابية بحجة مكافحة داعش".

واعتبر جانيكلي أن تنظيم "داعش" يقوم بتسليم أماكن عديدة في سوريا إلى "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعتبر حليفا أساسيا للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة الإرهابيين بسوريا.

هذا فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، يوم السبت، رفض الولايات المتحدة لاستفتاء كردستان العراق ودعمها للحكومة المركزية في بغداد.

وفي ذلك يقول الدكتور مزهر الساعدي: إن المتتبع للسياسة الخارجية الأمريكية للفترة المنصرمة، يجد أن هناك ثمة تناقضات في تناول الملفات، لاسيما فيما يتعلق بالعراق وسوريا، ففي الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة بشكل رسمي على أنها رافضة لاستفتاء إقليم كردستان، هي في الوقت نفسه تدعم علنا قوات سوريا الديمقراطية، حتى إنها تريد أن تنشأ حكما ذاتيا للأكراد في سوريا. فـ هذان الملفان يبدوان للوهلة الأولى متناقضان، فتصريح السيد مسعود البارزاني يتناغم مع السياسة الأمريكية عندما قال، إن الدولة الكردية التي يمكن أن تقام في العراق، هي فقط تقام على حدود المحافظات العراقية، وكأنه يريد بذلك أن يرسل رسائل تطمين إلى إيران وإلى سوريا وإلى تركيا، في أن هذه الدولة الكردية هي دولة لا تتمدد إلى المناطق الجغرافية التي تحيط بها والتي يقطنها غالبية كبرى من الأكراد، لاسيما في الجارة تركيا، ذلك أن الأخيرة تتحسس بشكل كبير من قضية دعم الأكراد في سوريا، لأن دعم الأكراد في النتيجة النهائية سيقوي أكراد تركيا، ويؤدي إلى دفعهم للمطالبة بحقوق أكبر من الحقوق التي ينالها أكراد العراق وأكراد سوريا، وهذا الموضوع دفع بمجلس الأمن القومي التركي في أن يعقد اجتماعا مبكرا، لكي يعلن صراحة رفضه للاستفتاء، بل ربما يتخذ إجراءات لاحقة ضد إقليم كردستان، بغية أن لا يكون نموذجا آخر للمنطقة السورية.

هذا المشهد عندما نجد فيه اليد الأمريكية، قد لا نجدها بشكل علني، لكنها موجودة فيما يخفى من الأشياء، وهنا تكمن الخطورة. فالكثير من السياسيين الأكراد المقربين من الولايات المتحدة يقولون، إن أمر الولايات المتحدة في إدارة هذه العملية هي في أن تظهر شئ في العلن وأن تخفي شئ في السر، وهذا ما يجعل السيد البارزاني وقيادات أخرى تتصلب في مواقفها وترفض حتى المناشدات الدولية وحتى قرارات مجلس الأمن الدولي. مع أن التصعيد التركي هو أكثر صراحة من كل التصريحات التي انطلقت طيلة هذه المدة، فـ تركيا معنية بالأمر أكثر من أي دولة أخرى، كون أكبر مكون فيها  بعد القومية التركية هي القومية الكردية، وهو سبب تحسس تركيا.