حياة العسكريين الروس على المحك في سوريا... ماذا يحدث؟!

بالعربي- كتب ابراهيم شير:

هيئة الاركان الروسية اكدت أن هجوم مقاتلي جبهة النصرة الارهابية الاخير على الجيش السوري في مناطق خفض التصعيد في إدلب، كان بتحريض من الاستخبارات الاميركية، ويستهدف الشرطة العسكرية الروسية في تلك المنطقة. واوضحت موسكو انه تم محاصرة فصيل الشرطة الذي كان في مركز المراقبة لرصد الوضع في منطقة تخفيض التصعيد مشيرة الى أن الفصيل كان يضم تسعة وعشرين عسكريا روسيا. وأكدت انه لولا عملية نوعية للقوات الروسية والقوات الخاصة السورية لما تم فك الحصار عنهم. هيئة الاركان اكدت ان الهجوم كان يهدف الى اشغال الجيش السوري في دير الزور ووقف تقدمه شرق البلاد من جهة، والى طرد القوات الروسية من مدينة ادلب من جهة ثانية.

روسيا اكدت ان من دافع عن قواتها حتى تم فك الحصار عنهم، هم مسلحون من عشيرة الموالي السورية التي وقعت اتفاقا للانضمام إلى نظام وقف إطلاق النار وبقيت ثابتة عليه، وهو ما يجعل الاستراتيجية الروسية في سوريا اقوى من نظيرتها الاميركية، والتي خسرت معظم اوراقها واغلب رهاناتها في هذا البلد.

التصريحات الروسية اسقطت ورقة التوت عن الدور الاميركي في سوريا، الذي هو ظاهر للعلن اساسا، رغم محاولة واشنطن تبيض صورة وجودها في سوريا عبر “تحرير الرقة” من “داعش”، او تدميرها بمعنى اصح، حيث بات ارهاب “داعش” شماعة لارتكاب ارهاب من نوع اخر، حيث استهدفت غارات التحالف الاميركي الحجر والبشر ولا تفرق بين ارهابي او مدني.

الصدام الروسي الاميركي في سوريا، لم يكن جديدا بل هو حلقة من سلسلة طويلة من التهديدات الاميركية لموسكو بشأن عملياتها في دعم الجيش السوري ومن معه، ولكن هذه المرة تجاوزت المناورة جوا والاقتراب من الطائرات الروسية، او الدفع بالجماعات المسلحة بمحيط دمشق، الى قصف سفارة موسكو بعد انتهاء الدوام او في ايام العطل، وكانت جميعها رسائل اميركية مبطنة، اما هذه المرة فكانت الرسالة اشد ايلاما، فوضع حياة 29 عسكريا روسيا على المحك، ليس بالامر السهل لدى موسكو. ولكن ما كانت تريده واشنطن اساسا هو نسف مخرجات استانا 6 التي عرت “جبهة النصرة” وحلفائها في ادلب، وتم فرض عزلة جغرافية متدرجة عليهم.

روسيا لن تتجرع هذا التهديد ووضع حياة عسكرييها على المحك بسهولة، وربما لن تكتفي روسيا هذه المرة باستهداف قوات “سوريا الديمقراطية” التي تدعمها واشنطن بشكل رئيسي، بل قد تتعداها الى استهداف القوات الاميركية، او ربما ترد موسكو بتحريك جبهة الجنوب السوري التي تحاول اميركا الحفاظ على اتفاقها مع روسيا في تلك المنطقة، الا ان التحرش الاميركي الاخير يضع جميع الاتفاقيات بين الجانبين في سوريا محل شك.

وبات اللعب الروسي الاميركي في سوريا على المكشوف.