الزمن تغير...برعاية المنسق

بالعربي_كتب:خالد كراجة

وانا أفكر في كتابة مقال عن قطع الرواتب، وعن قانونيته من عدمها، وما أهمية أن يتقاضى عضو المجلس التشريعي أو الوزير راتبا شهريا،  ولماذا لا يكون الترشح لعضوية المجلس التشريعي او الوزارة عمل طوعي، كما الكثير من المؤسسات ومجالس ادارتها "البلديات، المجالس المحلية، الاندية الرياضية....الخ من مؤسسات العمل التطوعي، وقد يقول قائل: حينها لن تجد من يترشح لوزارة أو لمجلس تشريعي، أقول له افضل لعلى وعسى تخلصنا من ثقافة الاستوزار التي تغطت على عقول الكثيرين من القيادات السياسية، وتخلصنا من حالة التناحر على من يريد الترشح للمجلس التشريعي.

وخاصة أننا ما زلنا تحت الاحتلال، وما يحتاجه الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده اهم وذات اولوية أكثر من راتب الوزير والنائب، مع الاخذ بعين الاعتبار أني لا اتحدث عن قطع الرواتب فهو مرفوض، لانه يميز بين عضو وآخر، وغير قانوني بما ان الراتب منصوص عليه في القانون الاساسي ونظام المجلس التشريعي، ولكن اتحدث عن مبدأ الرواتب للوزارء وأعضاء التشريعي.

استذكرت بعض ما علق في ذهني من ايام الزمن الجميل، زمن التطوع والنضال من غير مقابل، على العكس من كان يعمل في السياسة والنشاط الوطني يدفع من جيبه "اشتراكات شهرية"  لتغطية تكاليف الانشطة الوطنية ومصاريف حزبه وحركته السياسية.

وقبل أن اكمل ما تقدمت به من قضية الرواتب، ظهر أمامي خبر محطة الكهرباء برعاية المنسق، فقلت لنفسي ماذا تكتب، وهل تذكر قضية الرواتب أمام قضية الكهرباء، الرواتب والكهرباء والماء وغيرها احتياجات أصبحت ضرورية ، وهل تعتقد انك ما زلت في الزمن الذي كان يرفض فيه الاهالي الحصول على شبكة مياه من الادارة المدنية، فالزمن تغير واصبحت شبكات ومحطات الكهرباء برعاية "المنسق".

لم أشعر بالاهانة كما شعرت بها عندما شاهدت صور افتتاح محطة كهرباء الجلمة، و"المنسق" يقف بلباسه العسكري ليشرف على توقيع اتفاقية محطة الكهرباء، او يجلس على المنصة وامامه حشد من المواطنين.

ولكن في نفس الوقت لم ألم الحكومة كثيرا، فهي تسعى "لارضا" المواطنين وتأمين "احتياجاتهم" على فرض ذلك طبعا، ولو علمت الحكومة ان الشعب الفلسطيني لا يريد رواتب ولا يريد كهرباء وماء، وانما يريد حرية وكرامة لعملت على ذلك أو غادرت احتمال طبعا، لو علمت الحكومة أن الشعب الفلسطيني لا يريد طحين ولا سردين وانما يريد حرية وكرامة لما فعلت ذلك.

أما الاحزاب والحركات السياسية لا ينطبق عليهم سوى بيت الشعر للمتنبي: " من يهن يسهل الهوان عليه......... ما لجرح بميت إيلام".