الدولار والذهب في تهاوي.. ما السبب وهل سيرتفع الايام القادمة؟

بالعربي: تشهد الأسواق المالية في العالم، تذبذباً ملحوظاً على أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأجنبية الأخرى، ما يؤثر سلباً وإيجاباً على أصحاب المشاريع الإنشائية والمقاولات والفئات المستفيدة والداعمة والممولة بعُملة الدولار.

فالأراضي الفلسطينية تتأثر مع انخفاض عملة الدولار سلباً على أصحاب المقاولات والانشاءات الذين وقعوا على عقود إنشائية بعملة الدولار، بينما يستفيد المواطن والموظف الذين يتلقون رواتبهم بالشيكل الإسرائيلي.

ولمعرفة أسباب انخفاض وتذبذب سعر الدولار الامريكي مقابل العملات الأخرى، واستقرار سعر الذهب رغم العلاقة العكسية بين الطرفين، تحدث المحلل المالي والاقتصادي أمين أبو عيشة.

وأوضح أبو عيشة، أن انخفاض أو تذبذب سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى يعود لأربعة أسباب رئيسية هي: سياسة ترامب الخارجية، قوة الاقتصاد الإسرائيلي، تحسين اليورو، تقويم عملة الصين واليورو مع عملة الدولار".

تفاصيل الأسباب

وقال: إن السبب الأول في انخفاض الدولار يعود إلى تقلب السياسية الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، تجاه العديد من القضايا أبرزها القضايا الاقتصادية المتعلقة بأمريكية مع دول العالم الخارجي، والتي من أبرزها الصين، حيث كان هناك إمكانية طرح المعاملة بالمثل، وزيادة الضرائب على السلع القادمة من الصين ما أثر بشكل سلبي على عملة الدولار".

وأضاف: قوة بعض مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي سبب أخر من أسباب انخفاض سعر الدولار، "فإسرائيل" تحاول خفض معدلات البطالة، وخفض معدلات التضخم، إضافة إلى استخدام الاحتياط النقدي للبنك المركزي الإسرائيلي، وهذا الأمر أعطى قوة للشيكل الإسرائيلي وأضعف عملة الدولار.

وتابع قوله: أما السبب الثالث فهو التشدد في السياسية النقدية لمنطقة اليورو، فمحافظ البنك المركزي الأوروبي شدد في السياسة النقدية، حيث قال: خلال الفترة القادمة هناك امكانية لرفع أسعار الفائدة، وسحب كامل خطط سياسة التحفيز الكمي للبنوك المركزية، والتي بدأت بدورها ضخ عملة اليورو إلى الأسواق، وهذا أدى لتحسن في المؤشرات الاقتصادية والبطالة، وأضعف الدولار مقابل اليورو.

وأمضى يقول: السبب الرابع، أن دونالد ترامب صرح "بأن عملة اليورو وعملة الصين تقومان بأقل من قيمتهما الحقيقية"، وهذا التصريح هدفه تشجيع الصادرات الامريكية إلى العالم الخارجي، ليقلل من صادرات منطقة اليورو للعالم الخارجي، لأن ذلك سيحسن زيادة الصادرات الأمريكية.

توقعات

وفيما يتعلق بالتوقعات القادمة لعملة الدولار مقابل العملات الأخرى قال أبو عيشة: الدولار وصل لأدنى مستوى والأسواق المالية العالمية تترقب اليوم الأربعاء محضر الفدرالي الأمريكي الساعة الـ9 مساءاً حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس ليُعطي لمحات عن رفع سعر الفائدة، والخميس والجمعة ليعطي مؤشرات لبينات توظيفية وهذا قد يؤدي لتحسن سعر الدولار، متوقعاً أن الدولار لن يكسر حاجز الـ3.5.

وعن تأثير القطاعات الإنشائية والمقاولات في قطاع غزة قال: يؤثر انخفاض الدولار سلباً على قطاعات الإنشاءات والمقاولات خاصة مع من وقع على العقود، بـ 3.8 للدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي، واليوم وصل سعر الصرف 3.5 مقابل الشيكل.

وبين أن المتعهدين في عملية البناء بعُملة الدولار، وجميع مشترياته ومعاملاته بالشيكل الإسرائيلي، سيتعرضون لانخفاض مستوى أرباحهم لنحو 10% بسبب انخفاض الدولار.

الذهب

وعن الذهب أكد المحلل المالي والاقتصادي، أن التشدد في السياسة النقدية للبنوك المركزية، أدى لاستقرار أسعار الذهب رغم العلاقة العكسية مع الدولار، مشدداً على أن السبب يكمن في تخفيف شراء الذهب في منطقة اليورو ورفع سعر فائدة اليورو إضافة لعدم شراء البنوك المركزية أو المضاربين أو التجار للذهب.

ولفت إلى أن الذهب ملجئ آمن في وقت الازمات، وفي حال زوال أي أزمات اقتصادية أو مالية للدولة غالباً فإن 60 % من معدلات الشراء العالمي هي متعلقة في البنوك المركزية، مشيراً إلى أن سعر الأونصة اليوم يصل إلى 1200 دولار وخلال الأشهر القادمة إذا حدث تشدد في سعر الفائدة سيدخل الذهب مرحلة الانخفاض متوقعاً أن يصل إلى 1180 أو 1150 دولار.