"أزمة قطر تُخرج الجمر من تحت الرماد"

بالعربي- كتب- عبد الرحمن عز الدين: 

مفاجأة مدوية، أخرجت جمر الصراع الدفين بين "تياريين إسلاميين سياسيين" من تحت رماده، والحديث هنا عن الوهابية ممثلة بالسعودية من جهة والإخوان المسلمين ممثلين بتركيا وحليفتهم في الخليج "قطر"، فبات اللعب على المكشوف.

تصّدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائمة المدافعين عن الدوحة، قالها صراحة "هذه المطالب مرفوضة"، وطَلبُ إغلاق القاعدة التركية فيه "قلة احترام" لتركيا.

ينطلق أردوغان بلغته من خلفية السلطنة لا الدولة التركية. فالرجل يعتز بسلاطين بلاده ويرى أنه وريثهم الشرعي، وهذا تماما ما يقلق السعودية التي لا تنسى إطاحة دولتها الأولى على يد الدولة العثمانية في بداية القرن التاسع عشر، فيما تشترك الإمارات ومصر القلق من احتضان تركيا لحركة الأخوان المسلمين بمختلف فروعها.

تعي السعودية جيداً أن الأزمة السورية خسّرتها الكثير من رصيدها الإسلامي لصالح اردوغان، الذي احترف تصدر المشهد بخطاب شعبوي ذات أبعاد مذهبية وجذب شريحة واسعة من سنّة العالم حتى في السعودية نفسها، لتشعر المملكة أن بساط الشرعية الإسلامية يُسحب من تحت قدميها.

قلق السعودية من تركيا يفوق بأضعاف قلقها من إيران، فهي تستخدم الهجوم على طهران بحثاً عن شد العصب المذهبي، ولإخفاء حقيقة الصراع  الاستراتيجي السياسي الدائر في المنطقة،  وهذا ما يؤكده الخلاف الخليجي الخليجي/ الخليجي التركي.

المؤكد من كل ما سبق أن منطقة الخليج ستكون مركز المفاجآت في المرحلة المقبلة، والأبصار ستشخص إلى الدوحة بانتظار ردها على "المطالب التعجيزية"، وهو على الأغلب سيكون رفض الموافقة.

رفض  سيدفع دول الخليج ومصر إلى تشديد الخناق على الدوحة، وبالتالي انغماس تركي أكبر في الساحة الخليجية، لتتحول كرة اللهب من  سوريا التي صلّى رئيسها في حماة معلنا نهاية فصل جديد من الأزمة،  والعراق الذي يقضي جنوده على آخر فلول داعش في الموصل إلى منطقة  يستجر حكامها الأزمات بأيديهم، ويغذيها التاجر الأميركي بتصريحات عله يحصد المزيد من المليارات.