خبير أمني "إسرائيلي": لماذا صمتنا عن صفقة السلاح للسعودية؟

بالعربي: أرجع خبير أمني إسرائيلي، سر "الصمت الصاخب" لحكومة الاحتلال على أكبر صفقة سلاح في العالم بين السعودية وأمريكا، إلى "المصالح المشتركة" بين "تل أبيب" والرياض، إضافة لعدم رغبة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في إثارة غضب الرئيس الأمريكي.

وقال يوسي ميلمان؛ خبير الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" العبرية: "على مدى عشرات السنين أثارت إسرائيل ضجيجا عالميا كي تمنع الولايات المتحدة من بيع السلاح المتطور إلى السعودية، وجندت مجموعة الضغط المؤيدة لها (إيباك) للعمل في الكونغرس من أجل ذلك".

وأضاف في مقال له اليوم: "لقد حاولت "إسرائيل" تجنيد الصحافة الأمريكية والدولية والرأي العام"، معربا عن دهشته من "الصمت الصاخب" الذي تبديه "إسرائيل" تجاه صفقة السلاح "الأكبر في العالم"، كما نبه أن الوزير الوحيد الذي "تجرأ وأعرب عن قلقه من الصفقة المتبلورة هو الوزير يوفال شتاينتس".

وأرجع ميلمان، صمت الحكومة الإسرائيلية "لاعتبارين أساسيين، الأول؛ أن للسعودية اليوم مصالح مشتركة مع "إسرائيل" في الصراع ضد إيران"، مشيرا إلى "وجود تنسيق سياسي وتعاوني استخباري بين السعودية و"إسرائيل"، غايته منع إيران من الوصول إلى هيمنة إقليمية وتطوير خطة صواريخ ونووي تهدد الدولتين".

وأما الثاني، فهو أن "زعماء "إسرائيل" وخاصة نتنياهو، لا يريدون إثارة غضب غير المتوقع (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب)، لأنه لا أحد يدري كيف سيرد على انتقاده"، منوها إلى أنهم حتى "لو غضبوا في "إسرائيل"، وانتقدوا وانزعجوا، فاحتمال منع الصفقة يقترب من الصفر، وهي الصفقة التي ستسمح لترامب بأن يقول لناخبيه؛ وعدتكم بأماكن عمل وها أنا أفي بوعدي".

التفوق النوعي لـ"إسرائيل"

ونوه الخبير، إلى أن هذه الصفقة وبهذا الحجم، "لا مثيل لها؛ فهي ستبلغ على مدى السنوات العشر التالية أكثر من 300 مليار دولار، وهي عشرة أضعاف ما تتلقاه "إسرائيل" من مساعدات أمريكية في الفترة نفسها"، مؤكدا أنه مع إجراء "فحص أكثر عمقا، فلا ينبغي لإسرائيل أن تخاف".

وكشف ميلمان، أن بعض بنود الصفقة "سبق وأن تم الاتفاق عليها قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض"، لافتا إلى أن "الصفقة في جوهرها، وعلى أقل تقدير، وما يمكن أن نفهمه من تركيبتها وما تتضمنه من منظومات سلاح، لن تؤثر على التفوق النوعي الذي تتمتع به إسرائيل على دول المنطقة كافة، وذلك طالما لم تثر أي حاجة لمهاجمة السعودية".

وأوضح أن "الحديث يدور في الأساس، عن سلاح دفاعي أو عن سلاح هجومي تكتيكي"، وبحسب ما نشر، فستبيع الولايات المتحدة للسعودية 150 مروحية هجومية من طراز "بلاك هوك، دبابات، أربع سفن حربية، منظومات دفاع متطورة ضد الصواريخ الباليستية من طراز ثاد وكذا باتريوت".

وقال: "هذا السلاح مخصص لتحسين قدرة الجيش السعودي في الحرب ضد الحوثيين باليمن الذين يحظون بمساعدة إيرانية، والدفاع عن سماء المملكة ضد تهديد الصواريخ الإيرانية"، موضحا أن "العنصر الوحيد في صفقة السلاح الذي ينبغي أن يقلق "إسرائيل" قليلا، هو الرغبة الأمريكية في تحسين قدرات السايبر السعودية".

وإذا كان "في "إسرائيل" من تخيلوا أن تستعين السعودية بإسرائيل، بصفتها قوة عظمى في مجال قتال السايبر، لغرض بناء قدراتها، فإنهم الآن تنتظرهم خيبة أمل"، بحسب الخبير الذي أكد أنه "لا يمكن الاستخفاف بالصفقة على المدى البعيد".

وقدر ميلمان، أنه "في اليوم الذي ينهار فيه النظام السعودي، فإن كل مخزون السلاح الهائل، قد يقع في أيدي متطرفين، من أمثال القاعدة، أو أسوأ من ذلك، وهم أحفاد أبي بكر البغدادي"، وفق قوله.