موقع بريطاني يكشف تفاصيل عرض مثير سيقدمه عباس لترامب

بالعربي: كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير "خاص وحصري"، عن العرض الذي سيقدمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما المتوقع الثلاثاء القادم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووفقاً لموقع "عربي 21" الذي ترجم التقرير فإن موقع "ميدل إيست آي" كشف عن أنه خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضفة الغربية يوم الثلاثاء، سوف يعرض رئيس السلطة محمود عباس خطة تتضمن تخلي الفلسطينيين عن 6.5 بالمائة من الأراضي المحتلة عام 67 لـ "إسرائيل"، أي ما مساحته ثلاثة أضعاف ما كان معروضا في السابق.

وأشارت إلى أن العرض يستثني القدس، إلا أنه في ما يبدو يكرس رؤية رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت لتسوية سلمية للصراع الفلسطيني-"الإسرائيلي"، وذلك بحسب ما صرح به لموقع "ميدل إيست آي" مسؤول فلسطيني مقرب من منظمة التحرير الفلسطينية.

وحسبما أخبر به المصدر للموقع، فإن الجانب الفلسطيني سيعرض أثناء الاجتماع مع ترامب رؤية جديدة مخالفة لرؤية الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، وهي رؤية تقوم على تبادل مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية".

وأضاف المصدر "كانت النقاشات السابقة بشأن التسوية الفلسطينية "الإسرائيلية" تدور حول تبادل 1.9 بالمائة فقط من الأراضي، ولكننا الآن نتحدث عن ثلاثة أضعاف تلك المساحة".

ولفت إلى أن الرئيس عباس رفض خلال محادثات "السلام" الفاشلة في عام 2008 عرضا من رئيس وزراء الاحتلال إيهود أولمرت بانسحاب شبه كامل من الضفة الغربية – وهو العرض الذي اقترح فيه أن تحتفظ "إسرائيل" بما يقرب من 6.3 بالمائة من الأراضي حتى يتسنى لها التحكم بالمستوطنات اليهودية الكبيرة، وذلك حسبما أوردته صحيفة "تايمز أوف "إسرائيل" في تقرير لها نشرته في عام 2015.

وكان عباس قد التقى ترامب في واشنطن في مطلع شهر مايو/ أيار في أول لقاء بينهما وجها لوجه، وحسبما نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد حث عباس الرئيس ترامب حينها على إعادة بدء محادثات "السلام" انطلاقا من العرض الذي تقدم به في عام 2008 رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" حينذاك إيهود أولمرت.

تأتي هذه الأخبار بينما يقوم ترامب بأول رحلة خارجية له من المقرر أن يتوقف خلالها في كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية. كما أن من المقرر أن يجتمع له في الرياض زعماء العرب في دول المنطقة إلى جانب أعضاء من العائلة السعودية الحاكمة، ويتوقع أن يعرض للمرة الأولى تفاصيل عن رؤيته "للسلام" بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين من خلال مؤتمر صحفي يعقده في القدس.

وبحسب مصدر في وزارة الخارجية الفلسطينية، فقد كانت محادثات عام 2008 قد فشلت لأن الوفد الفلسطيني المشارك فيها لم يوافق سوى على تبادل نسبة ضئيلة من الأراضي الفلسطينية مع "الإسرائيليين".

يقول هذا المصدر: "لم نلبث نناقش مسألة تبادل الأراضي هذه منذ المفاوضات التي أجريناها مع أولمرت، ولكن في محادثات السلام التي جرت في عام 2008، لم يوافق الفلسطينيون على تبادل أكثر من 1 إلى 2 في المائة من الأراضي الفلسطينية بينما كان أولمرت يلح علينا بالموافقة على تبادل ما يقرب من 6.5 بالمائة من الأراضي".

وحسبما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فقد كان أولمرت قد عرض تعويض الفلسطينيين بأراض "إسرائيلية" تعادل ما مساحته 5.8 بالمائة من أراضي الضفة الغربية بالإضافة إلى طريق يربط الضفة بقطاع غزة الذي كان من المفروض أن يشكل جزءا آخر من الدولة الفلسطينية. وتضمن العرض الذي رفضه الفلسطينيون آنذاك وضع المدينة القديمة في القدس تحت السيطرة الدولية.

إلا أن القدس -المسألة الأصعب والقضية التي كانت دوما مثار خلاف في المحادثات السابقة- لا يرد ذكرها هذه المرة في العرض الذي ينوي عباس طرحه في محادثاته مع ترامب خلال زيارته إلى الضفة الغربية، حسبما صرح به لموقع "ميدل إيست آي" المسؤول الفلسطيني المقرب من منظمة التحرير الفلسطينية.

يريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية -التي احتلتها "إسرائيل" إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967- عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة، إلا أن "إسرائيل"، التي ما لبثت بعد ذلك أن ضمت القدس المحتلة، أعلنت بشكل أحادي منذ عام 1980 أن القدس "الموحدة" هي عاصمتها، ولكن لم يعترف المجتمع الدولي بأي من الخطوات التي اتخذتها "إسرائيل" في هذا المجال.

وكان ترامب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس، الأمر الذي زاد من تعقيد المباحثات حول وضع القدس فيما لو تم حل النزاع الفلسطيني-"الإسرائيلي".

وبعد تنصيبه رسميا، حذره عباس من أن نقل السفارة ستكون له "آثار كارثية على عملية السلام، وعلى حل الدولتين وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها".

أما المسؤول الفلسطيني الذي تحدث لموقع "ميدل إيست آي"، فقال: "يخوض عباس معركة خاسرة، كل ما آمله هو ألا يلتزم بشيء أمام ترامب".