ماتت "فطّوم" وفي نفسها شيء من الوفاء

بالعربي: كما تقول- لم تكن منصفة معها فرغم أنها كافأتها بشهرة كاسحة من خلال حلقات"صح النوم"، ودور تقول فيه "لا" على الدوام لسيد المسلسل دون منازع "غوار الطوشي"( الفنان الكبير دريد لحام) الراغب في خطب ودّها، والذي لم يترك وسيلة إلاّ وإعتمدها لإستمالتها من دون فائدة وختم المحاولات بالأغنية التي إشتهرت له" فطوم فطوم فطومي" وظلّت رافضة هذا الحب، منذ دعاها المخرج "خلدون المالح" للمشاركة في حلقات " صح النوم"، وكنا إلتقينا المخرج الكبير في بيروت قبل رحيله بفترة وجيزة وأبلغنا بأنه يعمل مع الكبير "دريد" على أرشفة شخصيات العمل في سلسلة وثائقية نصّها جاهز، ولم يعلن شيء عن مصيرها بعد وفاته المفاجئة.رغم كل ذلك لم تمنحها نعمة الأمومة التي كانت موضوعاً يؤرقها على الدوام.

السيدة نجاح لم تقصّر في عملها للشاشتين، فقد إستمدت القوة من"صح النوم" ودخلت في عشرات المسلسلات والأفلام السينمائية، ليظل دور "فطوم" طاغياً على ما عداه من شخصيات لعبتها، مما دفعها للقول" لقد أمّن لي دور "فطّوم" أقصى ما تنتظره ممثلة من شهرة، لكنه في الوقت نفسه أقفل الباب علي"، مانعاً باقي الشخصيات من أخذ حقها، فعاشت حزناً دفيناً واكبها سنوات من الإحباط واليأس، فهي لطالما أرادت من الجمهور أن يتعرّف على تنويعة واسعة من قدراتها الدرامية كما الكوميدية على السواء.

ممثلة كبيرة تغادر المشهد الفني السوري والعربي، هاجس قلة الوفاء لازمها طويلاً، مع أن كل الحيثيات تؤكد التنظيم النموذجي في نقابة الفنانين، ومنح الحق لأصحابه من دون منّة إطلاقاً، ولا ننسى أن السنوات الأخيرة كانت صعبة وخطيرة، ولربما ما أسمته الراحلة "إنعدام وفاء" سببه الإنشغال بأحوال الفنانين في هذه الظروف الإستثنائية.