مجزرة كفريا والفوعة... ودروس "إسرائيل" في إلغاء حقّ العودة

بالعربي- كتبت ثريا عاصي:

كفريا والفوعة... اسمان يجب ان يسجلا في لائحة جرائم الامبريالية وحلفائها الأوروبيين الذين اخرجوا سجلات مآثر الاستعمار القديم... الإشكال في هذه المسألة أن السوريين والعراقيين والفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والليبيين والتونسيين والجزائريين والمغاربة... وهم شعوب العروبة، لا يعرفون الدول الاستعمارية الغربية حق المعرفة... لم يحفظوا تاريخ حروبها... لقد اتفقت هذه الدول على إبادة اليهود هذا صحيح... ليوكلوا الحركة الصهيونية امر الانتقام من شعوب العروبة... أمر إبادة العرب وتفرقتهم وهدم عمرانهم... وضعت في تصرف هذه الحركة كل أسباب القوة ومن ضمنها ترسانة تحتوي على مئات الرؤوس النووية... أدى ذلك الى مأزق يضيق شيئاً فشيئاً بحيث يكاد يشل تماماً المجتمعات في البلدان التي أشرنا اليها. ولا شك في ان هذا المأزق سوف يصيب ويضيق ايضا حول عنق المجتمع الاستيطاني "الاسرائيلي"...

ولا مجارفة في القول ان التناقض بين المسلمين من جهة وبين المسيحيين من جهة ثانية بلغ ذروته... بعد ان نفى مسيحيو العراق . ثم مسيحيي سورية... ومن الواضح ان مسيحيي مصر مهددون بأخطار مماثلة... من البديهي ان إيفاء هذا الموضوع حقه يحتاج الى تفاصيل لا يمكن الغوص فيها هنا... ولكن لا شك في ان مجزرة الفوعة وكفريا لها غاية هي تصعيد حدة الاقتتال بين الشيعة والسنة وصب مزيد من الكراهية والحقد لتنشيط أتون الحرب.

لنتذكر ماذا حدث في يوغوسلافيا.. وقعت أمور كثيرة لم يفهمها جميع الإسلاميين شيعة وسنةٌ الذين قاتلوا الصرب الى جانب اميركا وحلفائها الدول الاوروبية...

لنتذكر ماذا حدث في المدينة اليوغوسلافية، سبرنيسكا... كانت المدينة وسكانها من المسلمين محاصرة كونها موجودة في منطقة صربية، ولكنها كانت تحت حماية القوات الدولية، أعتقد انها كانت هولندية، في وقت من الأوقات سمحت هذه القوات الدولية للقوات الصربية بإدخال اتوبيسات الى المدينة، حيث تم اخراج الذكور من المدينة، 8000 رجل وشاب بواسطة هذه الأتوبيسات... أخذوا ولم يعودوا... ما حدث في الفوعة وكفريا هو محاكاة لما جرى في سبربنسكا... مساكين القتلة والمقتولون في سورية... المجرمون هم القادة الأميركيون والاوروبيون!!!

ان بلدتي الفوعة وكفريا تقعان على مسافة قريبة من مدينة أدلب «عاصمة جبهة النصرة - القاعدة»... خان شيخون تقع هي ايضاً في محافظة أدلب!! من البديهي ان الغاية من المجزرة هي إفهام اهل الفوعةً وكفريا واطفالها بان لا يفكروا بالعودة... فأغلب الظن اننا حيال تصفية مذهبية بالمفهوم الاستعماري الاستيطاني... وان السلطان اردوغان يريد محافظة إدلب «منطقة آمنة» مطهرة حتى يضمها الى السلطنة! لماذا يقتل الناس؟! فمن يريد ان يكون سوريا ليبقى سوريا. ومن يريد ان يكون تركيا ليكن تركيا... فهل من شك في ان «الثورة» في سورية هي مؤامرة من اجل تفكيك سورية؟!!