المناظرة بين المترشحين للانتخابات تقليد سياسي مغيب في الجزائر

بالعربي- كتب محمد مرواني : 

يحتاج تحرير وصياغة برنامج سياسي يوضع للتداول العام في أوساط الناخبين للتصويت عليه في انتخابات محلية او وطنية سنوات من التمحيص في الوقائع وتقيم السياسات وتدارس النقائص في حياة المجتمع والمؤسسات .

غير أن المتأمل في أداء الأحزاب وهي مقبلة على انتخابات تشريعية هامة تنظم في الجزائر في ظل دستور جديد يرى أن الفعاليات السياسية التي تطرح البرامج ومشاريع سياسية تنموية عددها محدود للغاية لان عمر الحملات الانتخابية قصير ثم هي تمر بسرعة ويجب في مخيال بعض الساسة حشد اكبر عدد من الناس للتحدث إليهم فقط ساعات في مواضيع عامة لا يمكن أن يجد فيها المتلقي أي مضمون سياسي .

تحرير برامج وأفكار الساسة المترشحين للانتخابات يحتاج لوقت طويل يؤهل الأحزاب التي ترشح كوادر سياسية إلى طرح البديل المقنع بناءا على توصيف دقيق للواقع واستشراف للمستقبل لا يتوقف عند لغة التمني بل يرتكز على طرح مشاريع قابلة للتنفيذ والتجسيد على ارض الواقع قابلة لقياس نجاحها أو فشلها .

هل يمكن أن نجد في الانتخابات التشريعية المقبلة تنافسا حقيقا بين مشاريع وأفكار الساسة والأحزاب ؟ سؤال كهذا جوابه بطبيعة الحال مرهون بمدى وجود ثقافة المشاريع السياسية الحزبية وموقعها في ساحة العمل الحزبي في البلاد.

وقد تكون ثقافة المناظرة بين المترشحين للانتخابات المقبلة فرصة لترسيخ ثقافة المشروع السياسي للنائب المترشح للانتخابات هذه الأخيرة  التي يجب أن تتنافس فيها أفكار الأحزاب أكثر من أي شيء أخر .