خطة سرية أمريكية كادت تقلب التاريخ.. تلقفها هتلر فانتصر بالصدفة

بالعربي: نشر موقع "دايلي بيست" الأميركي تقريرًا مطوّلاً، يكشف للمرّة الأولى مخططًا سريًا أميركيًا، وُضع بناءً على طلب من الرئيس فرانكلين روزفيلت آنذاك، لكنّه سُرّبَ إلى الزعيم النازي آدولف هتلر، ما مكّنه من تجنّب حربٍ جديدة في الوقت الذي كان يعمل على إحتلال العالم، إبّان الحرب العالميّة الثانية.

رسميًا كانت الولايات المتحدة على حياد عندما تمكّنت قوات هتلر من إحتلال معظم مناطق أوروبا، إضافةً إلى جزء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فيما قرّرت اليابان عام 1941 السيطرة على الهند الصينية وكان يخشى روزفيلت النصر النازي على الجيش الأحمر الياباني والقوات البريطانية، لكن قبل عام وخلال حملته الإنتخابية قال روزفيلت للأمهات الأميركيات "أبناؤكم لن يُرسلوا الى أي حروب خارجية".

في 4 كانون الأول 1941، فُضحت معلومة مدوية أكّدت أنّ روزفيلت لم يكُن صادقًا، إذ حضّر الجيش الأميركي تقريرًا مطولاً عُنون "برنامج النصر"، وينصّ على تفاصيل خطط الحرب لهزيمة ألمانيا، وصولاً الى مواقع الغزو، عدد الطائرات والمدافع والشاحنات التي يحتاج إليها الجيش لهذا الغرض.

صحيفة "شيكاغو تريبيون" المعادية لروزفيلت، كشفت من جهتها عن ملف بعنوان "مخططات حرب روزفيلت". وقالت الصحافية شيلسي مانلي إنّ برنامج النصر كان محوره التحضير لمشروع جيش مؤلّف من عدد كبير من الوحدات، على أن تغزو الولايات المتحدة أوروبا في 1 تموز 1943 وستبذل جهودًا قصوى لهزيمة الجيش الألماني. وقدّر البرنامج تكاليف الغزو بمبالغ طائلة تفوق ميزانية الدفاع السنوية 6.4 مليار!

وفي التفاصيل التي رواها موقع "دايلي بيست"، أنه في صيف 1941، كان العالم يقبع في حرب والولايات المتحدة لديها جيش عدده قليل، يقدّر بأقلّ من عشر الجيش الألماني وحده، كذلك فالضباط والعناصر لم يكونوا مدرّبين جيدًا ولديهم عدد قليل من الأسلحة وغير مؤكّدين من المهمة التي سيرسلون لتنفيذها.

في 9 تموز من العام نفسه، أمر روزفيلت وزير الحرب هنري ستيمسون ووزير البحرية فرانك نوكس، لتحضير مخطط حول الإحتياجات العسكرية بهدف هزيمة الأعداء الأقوياء. وتحضيرًا للحرب، كان عليهما إدراك طبيعتها، وكان العدو الأبرز حينها ألمانيا.

الرجل الذي أوكلت إليه قيادة هذا المشروع كان ألبيرت ويديماير، الذي أقرّ بعد سنوات أنّه "مخطط الحرب التي لا يريدها". وهو كان يدرس في معهد حرب خلال الثلاثينيات، ويدرك مفهوم النازية، لكنّه كان يرى أنّ تهديد هتلر للمصالح الأميركية أقلّ من المؤامرة الشيوعيّة العالمية ومقرّها موسكو. ومع ذلك فقد قدّم تقريرًا لافتًا خلال شهرين فقط، وذلك بعد العمل مع فريق مؤلّف من الجيش والبحرية وقوات الجو المسلّحة، ووصلوا معًا الى تحديد الإحتياجات الماديّة، قواعد النقل، الأسلحة، الطائرات وعدد الرجال لمحاربة هتلر، ووضعوا برنامج عمل للتحرّك.

في 11 أيلول 1941 سُلّم روزفيلت هذا التقرير بحسب كاتب خطاباته روبرت شيرود، الذي اعتبر أنّ التقرير يعدّ من أبرز التقارير في تاريخ أميركا، إذ يضع استراتيجيّة أساسية لحرب عالميّة قبل إشراك الولايات المتحدة فيها.

بعد تسريب أسس التقرير، قام القائم بالأعمال الألماني في واشنطن باختصار أبرز ما جاء فيه ووصفه بـ"الشديد الحساسيّة" ثمّ أرسله إلى برلين، وأكّد الحقيقة الواضحة بأنّ الولايات المتحدة لن تكون مستعدّة للإنزلاق في حرب قبل تموز 1943.

هتلر أدرك سريعًا ضرورة توجيه قواته لمواجهة الإستراتيجية الأميركية للحرب المحتملة، وأصدر أمرًا مباشرًا بعد أسبوع من تسريب المعلومات له عن "برنامج النصر"، لتعزيز قوّة الدفاع الجوي حول المصانع الرئيسية، وإرسال وحدات للدفاع عن الحدود البحرية الأوروبية الغربية، ووضع خطّة لمنع القوات الأميركية من الوصول بحرًا الى بريطانيا. وبالفعل، فقد نجحت إستراتيجيّة هتلر بتأخير دخول الولايات المتحدة في حرب، لن تخسرها ألمانيا.

بعد حين، أمرَ روزفيلت وكالة الإستخبارات المركزية FBI والجيش للتحقيق بمصدر التسريب ومَن وراء وضع مخططات الحرب السرية الأميركية بيد هتلر، وبدأت الأصابع تشير الى ويديماير، لأنّ "برنامج النصر" اطلع عليه حصرًا القادة الأميركيون.

المصدر (دايلي بيست)