سبايا ومغتصَبات وأدوات جنس.. هكذا تعيش المرأة في دولة "داعش"!

بالعربي- كتبت سنا السبلاني : 


تُعدّ المرأة التي تقيم في مناطق سيطرة تنظيم "داعش" أول من دفع ثمن أحكامه الجائرة بحسب شهادات منظّمات دولية عدة ونساء هاربات من مناطق سيطرته. فما هي أحكام وقوانين "الدولة الإسلامية" تجاه النساء؟

في العام 2015، أصدرت لجنة البحوث والإفتاء في "داعش" فتوى عن أحكام جماع ملك اليمين (أي النساء اللاتي يأسرهنّ)، كانت ضمن مجموعة كبيرة من الوثائق المخبّأة التي عثرت عليها قوات العمليات الخاصة الأميركية أثناء مداهمة استهدفت مسؤولاً كبيراً للتنظيم في سوريا. وما يثير السخرية أن التنظيم يسمح لمقاتليه باتّخاذ النساء "سبايا"، لكنه يمنع ارتكاب انتهاكات في ما يتعلق بمعاملتهنّ، بحسب الفتوى التي تحمل الرقم 64. ومن بين أحكامها أنه "لا يحلّ لأب وابنه معاشرة نفس المرأة، أو لمن يملك أماً وابنتها أن يعاشرهما. وإذا كانت ملك يمين رجلين فإنها لا تحلّ لهما لأنها تعتبر جزءاً من ملك مشترك". كما أنها تُلزم من يملكون السبايا بالرأفة بهنّ ومعاملتهنّ معاملة طيبة وعدم إهانتهن أو تكليفهنّ بأعمال لا يمكنهنّ تنفيذها، فضلاً عن بيعهنّ إلى شخص يعلمون أنه سيسيء معاملتهن".

وفي العام نفسه أيضاً، نشرت "كتائب الخنساء" (وهي مجموعة من النساء تابعة للتنظيم مهمتها ملاحقة واعتقال النساء اللاتي يخالفن قوانين تنظيم الدولة في محافظة الرقة) وثيقة تُرجمت إلى اللغة الإنكليزية ونشرها مركز "كويليام" لمكافحة التطرف في لندن، حدّدت دور المرأة الرئيسي بـ"مساندة المقاتلين من الرجال في البيوت والإنجاب لتعمير الخلافة"، كما حددت سن الزواج ابتداء من 9 سنوات، مع التشديد على أن السن المثالي هو 16 إلى 17 سنة. وحثّ المرأة على تعلّم العلوم الدينية الشرعية بين سنّ السابعة والخامسة عشرة فقط، وتعلم المهارات المنزلية كالخياطة والطبخ، كما منعت النساء بشكل قاطع عن اللجوء إلى صالونات التجميل ومراكز التزيين، وتعتبر هذه المهن "مهن الشيطان".

ومن أبرز القوانين التي تفرضها "الدولة الإسلامية" على النساء، وتُعاقب المخالفات بالجلد أو بتر الأعضاء وصولاً الى الإعدام:
- ارتداء النقاب السميك وحظر ارتداء "الجينز" والكنزة واستبدالها بالعباية والبرقع.
- عدم الخروج مساء أو الصعود في سيارات الأجرة في أي وقت بدون مرافقة الزوج أو أحد الأقارب من الرجال الذين يُحرّم عليهم الزواج منهنّ، وهو ما يُعرف بـ"المحرم".
- الفصل بين الذكور والإناث من الطلاب والمدرّسين في المدارس، ما يجعل فرص التعليم للنساء ضئيلة نظراً لعدم وجود كوادر من المدرسات النساء في معظم مناطق سيطرته.
- عدم مخالطة الرجال للنساء في الأماكن العامة ودوائر العمل.
- عدم إظهار الحواجب من تحت النقاب وهو ما تُعاقب عليه الفتيات بالجلد.
- اغلاق محلات الخياطة النسائية اذا شوهد فيها رجل، ومنع النساء من زيارة طبيب نسائي للعلاج.
- تحريم الزنا ومعاقبة مرتكبيه بالرجم حتى الموت. 
- حظر تدخين السجائر او النرجيلة، وهو ما قد تصل عقوبته الى حد الإعدام.

وفي ما يلي سرد لبعض الحوادث المنقولة عن شهود عيان أو أشخاص فارّين من مناطق "داعش":
- قالت إحدى الهاربات من "داعش" في الرقة، بحسب وكالة "سبوتنيك"، إن التنظيم يهدد الأهالي بالذبح اذا رفضوا تزويج بناتهن للمسلحين، وإذا شاهدوا فتاة تسير مع شاب في الشارع وكانت الفتاة جميلة يتم أخذها لاغتصابها، أما إذ لم تكن جميلة، فيتمّ جلدها وتعذيبها حتى الموت.
- الفتاة نفسها قالت إن أحد المقاتلين سمع مرّة سيدة تقول لطفلتها البالغة من العمر 4 سنوات "ارجعي إلى المنزل والله لأذبحك"، فذهب وأحضر الطفلة وأمرها بأن تذبحها بعد الحلفان بالله وبعدما رفضت قاموا هم بذبحها ووضعوا يدي الأم في دمائها!
- قال أحد سكان الرقة إنه أثناء دخوله إلى حديقة العامة، أوقفه أفراد من "داعش"، وبالصدفة دخلت فتاة منقبّة، فسأله أحدهم هل تعرفها فأجاب "لا"، فسألوها هي إذا كانت تعرفه فأجابت "نعم هو خطيبي"، فأخذوهما وعقدوا قرانهما.
- روَت هدى، وهي فتاة من الرقة، بحسب تقرير لموقع "الجزيرة.نت" كيف اعتقلتها نساء من كتيبة الخنساء يحملن السلاح، وأهنّها وصرخن واقتدنها إلى مكان مجهول وأبقينها لساعة بمفردها ضمن غرفة صغيرة قبل أن تأتي إحداهنّ وتوجّه إليها بعض الأسئلة عن الصلاة والصيام والحجاب. وتتابع: "قلت لها لماذا أتيتن بي إلى هنا؟ فأجابتني إنك كنت تمشين في الشارع دون محرم وحجابك ليس كاملا، وهذا يستوجب محاسبتك لمخالفتك للشريعة الإسلامية".

يُشار الى أن الأمم المتحدة وجماعات حقوقية عدّة تتّهم "داعش" بالخطف والاغتصاب الممنهج لآلاف النساء والفتيات ليحصل المقاتلون على كثير منهنّ كغنيمة أو يتم بيعهنّ. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أجرت تحقيقاً استند إلى مقابلات مع 20 امرأة فررن من التنظيم، قلْنَ إن مقاتليه عملوا منهجياً على فصل الشابات والمراهقات عن أسرهن وعن بقية الأسرى ونقلوهنّ من موضع إلى آخر داخل العراق وسوريا، حيث أرغمن على الزواج أو تم بيعهن أو وُهبن كهدايا، وقد تعرّضن للاغتصاب أو العنف الجنسي!

المصدر: (الجديد)