"طبخة" أميركية "إسرائيلية" عربية: السعودية متفائلة بترامب

بالعربي: تواترت التصريحات والمؤشرات، عن وجود "طبخة" سياسية تعمل أطراف غربية وعربية و"إسرائيلية" على إعدادها وبلورتها في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن تسويات وصفقات تشمل فلسطين وسورية وغيرهما.

وبدأت هذه المؤشرات تظهر خلال المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة "الإسرائيلية"، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض.

وكرر نتنياهو زعمه أن المستوطنات لا تشكل عقبة أمام سلام "إسرائيلي" – فلسطيني، وأنه يرغب في انضمام شركاء عرب إلى ما وصفه "السعي للسلام مع الفلسطينيين".

ورد عليه ترامب قائلاً إن "مبادرة السلام الجديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تتضمن الكثير من الدول".

واضح أن "عصرا جديدا" قد بدأ، كمقولة وزراء حكومة اليمين "الإسرائيلية"، بوصول ترامب إلى البيت الأبيض.

فالاستقبال الذي حظي به نتنياهو هناك، لم يحظ به من قبل. كما أن استضافة نتنياهو في "بلير هاوس"، جناح الضيافة في البيت الأبيض، يعني الكثير. فهذا الجناح مخصص لاستضافة أقرب الحلفاء والشخصيات من الإدارة الأميركية.

وقالت صحيفة "الحياة" السعودية التي تصدر في لندن، اليوم، إن "إدارة ترامب تدرس استضافة قمة في واشنطن للقيادات العربية، للبحث في عملية السلام". عن أية عملية سلام تتحدث هذه الصحيفة، بعد تصريحات ترامب بالأمس؟

فقد قال ترامب إنه ليس مهتما ما إذا كان حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من خلال حل الدولتين أو الدولة الواحدة، معتبراً أن الأمر يعود إلى ما يتفق عليه الجانبان، وكأن ثمة احتمال لأن يوافق الفلسطينيون على الدولة الواحدة الثنائية القومية. كما اتهم الفلسطينيين بالكراهية وزعم أن "إسرائيل" تريد السلام، وهو ما يدلل على سطحية طرحه ومعرفته بالصراع.

وفي هذا السياق، أوضحت وزيرة القضاء "الإسرائيلية"، أييليت شاكيد، في حديث للإذاعة العامة "الإسرائيلية" (ريشيت بيت)، أنه عندما صرح رئيس حزبها، الوزير نفتالي بينيت، بأن الفلسطينيين لديهم دولتان، في غزة والأردن، لم يقصد تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية، وإنما المناطق الصغيرة جداً في الضفة الغربية التي سيحصل عليها الفلسطينيون وتحصل على حكم ذاتي، بحسب خطة بينيت، يمكن أن تقيم علاقة فدرالية أو كونفدرالية.

وأضافت صحيفة "الحياة" نقلاً عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية، أن "عملية السلام" ستنتقل من وزارة الخارجية إلى مسؤولية البيت الأبيض.

وقالت مصادر أميركية لهذه الصحيفة إن "الملك الأردني عبد الله الثاني أقنع ترامب بالعدول عن نقل السفارة (الأميركية إلى القدس) بسبب أمن المنطقة وانهيار السلام.

وأشارت الى احتمال استضافة ترامب قمة عربية في واشنطن للبحث في هذه الملفات وتحريك الغطاء الإقليمي".

ومؤشر آخر على التفاهمات التي بالإمكان التوصل إليها يتعلق بتصريحات وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، اليوم في ألمانيا. فبعد أن أدلى ترامب بتصريحات معادية للفلسطينيين، أثناء لقائه نتنياهو، قال الجبير إنه متفائل بشأن التغلب على "التحديات الكثيرة" في الشرق الأوسط وإنه يتطلع للعمل مع إدارة ترامب. وبسؤاله عما إذا كانت إدارة ترامب تتراجع عن حل الدولتين للصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني، قال الجبير إنه "نتطلع للعمل مع إدارة ترامب في كل قضايا المنطقة".

"كل قضايا المنطقة" لا تتعلق بقضية فلسطين أو قضية سورية أو أي قضية عربية أخرى بالنسبة للجبير والنظام السعودي، وإنما تعني قضية إيران. وعبارة "كل القضايا" من شأنها أن تشير إلى الاستعداد لإبرام صفقات ووضع "كل شيء على الطاولة".

وفي السياق السوري، أفادت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، أمس، إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد توصي بأن تنشر الولايات المتحدة قوات نظامية مقاتلة في سورية، للمرة الأولى بادعاء محاربة تنظيم "داعش".

وبالتزامن مع ذلك، طلب نتنياهو من ترامب أن تعترف الولايات المتحدة "بسيادة إسرائيل" في الجولان السوري المحتل.

وقالت الإذاعة العامة "الإسرائيلية" إن الإعلان عن احتمال إرسال قوات أميركية إلى سورية أثناء تواجد نتنياهو في واشنطن لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما استجابة لمطالب سعودية، وأن اختيار توقيت التسريب لم يكن عشوائيا.

ونقلت وكالة رويترز اليوم عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم، عشية اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، إن هناك مخاوف من السياسة الأميركية حيال سورية.