لماذا سعى اوباما لترك ارث على حساب "اسرائيل" قبل عصر ترامب ؟

بالعربي: تساءل الكاتب "الإسرائيلي" يوسي شاين" عن سبب سعى اوباما لترك ارث على حساب "اسرائيل" قبل عصر ترامب.

وقال الكاتب "الإسرائيلي" يوسي شاين" منذ سنوات  واوباما مصاب بالبرود العاطفي والاغتراب عن موقع الرئاسة، فلماذا توحش في ايامه الاخيرة في البيت الابيض وحاول ان يترك بصمته على ما فشل فيه في السنوات الماضية؟ .

حتى هذا السؤال يعتبر اكثر ازعاجا: لماذا اصبحت "اسرائيل" ورقة عباد الشمس التي كشفت ارث اوباما؟ لماذا تريد الادارة المغادرة ان توقع سابقة تاريخية؟- حيث فشلت لوقت طويل في منح اولوية للصراع الفلسطيني "الاسرائيلي" على كل القضايا؟

وتابع "لقد جعل الشرخ السياسي والثقافي العميق بين الديمقراطيين والجمهوريين والذي شمل كل الولايات المتحدة، اضافة الى الحرب حول القيم والشرف بين اوباما وترامب  المعركة حول ارث اوباما مكثفة، وان الرئيس المغادر حاول في اسابيعه الاخيرة خلق سياسة ووعي ليس من السهل تغييرها".

ويضيف "يتكلم الناس في واشنطن حول وصول ترامب للبيت الابيض باعتباره ثورة، وليس فقط مجرد انقلاب، هناك روح لا مساومة فيها: كل شيء ربحته انا ستخسره انت، وبهذا فان اوباما يحاول ان يدفع بسياسة خاصة به دوان ان يجبره عليها احد ، لقد سبق ما بات يسمى الادارة الثورية".

هذه التحولات تتناقض مع روح التواصل بين الحكومات التي طبعت الديمقراطية الامريكية. فقد ارسى الاباء المؤسسون للولايات المتحدة لفترة طويلة فترة طويلة بين الانتخابات وتبديل الادارات وذلك لاجل السماح "بتنظيم عملية انتقال السلطة"، وليس كفترة لترك بصمة او ارث، ولكن فهم الناس لترامب على انه الشخص الذي سيمحو ارث اوباما- بما فيه سياسات التأمين الصحي والبيئة، وسحق التعددية الثقافية لصالح "امريكا البيضاء" ادت الى انحراف جدي في الادارة المغادرة . لم يعد اوباما يتصرف حسب التقاليد المقيدة " كادارة انتقالية". هذه موضوعة صحيحة حيث ان سياسته الاساسية تختلف عن رؤية الادارة الجديدة والتي تترافق مع رغبته بترك ارثه الخاص.

واستدرك هذه الرؤية طرحت تفسيرات مختلفة للتغيرات الحادة تجاه "اسرائيل": حتى ما حدث مؤخرا، اختار اوباما ان لا يصطدم مع "اسرائيل" حول القضية الفلسطينية، بسبب "الربيع العربي" والتركيز على الاتفاق النووي مع ايران.في السنة الماضية فضل ان لا يركز على القضية الفلسطينية حتى لا يضر حملة هيلاري كلينتون الرئاسية، لقد اراد ان يخلق هيبة وان يبقى على القواعد الامريكية للعبة. لكن الآن كسرت العوائق وباتت "إسرائيل" كورقة لعب بين اوباما وترامب.

"اسرائيل" لم تكن فقط ضحية ولاعبا سلبيا. فبدلا من ملاحقة ضعف ادارة اوباما بمزيد من الاحراجات حتى خروجها من المسرح وهي تذكر دعمها "لاسرائيل" ،سلك المسؤولون "الاسرائيليون" سلوكات عدوانية واعلنوا تأييدهم لترامب مما قوى رغبة الادارة المغادرة في الثأر.

ويؤكد الكاتب "الإسرائيلي" أن ذلك كان حمقا "اسرائيليا" ساهم في المأسات الدبلوماسية" " الاحتلال" في آخر ايام اوباما وجون كيري تم تثبيته كرمز يوحد المعسكر التقدمي في الولايات المتحدة وفي كل العالم، والان يبرز في الخطاب التقدمي ضد " خطر ترامب" وضد " شعبوية اليمين" والتي يدعى انها تهدد الديمقراطية الغربية.

ويقول "هذا بالطبع تشويه كامل للواقع، وانحراف جدي من الادارة والتي دفعت نحو ارث يوفر تبريرا اخلاقيا لنقاد "اسرائيل" ومعارضي الصهيونية. لقد غذيت لا مسؤولية اوباما وكيري من شغب القادة في "تل ابيب"، والذين استطاعوا ان يضعوا المستوطنات في مقدمة الوعي الدولي وتماما في وقت تغيير الادارات. لقد ركبنا رؤوسنا وحولنا المستوطنات الى جزء من معادلة " ارث اوباما مقابل عصر ترامب".

لم يخطط اوباما بهذه الطريقة، حتى انه قفز الى عربة السيرك في التصويت في الامم المتحدة وأخذ بالثأر من نتنياهو واليمين" الاسرائيلي"، والذي حول "اسرائيل" الى حجر شطرنج في المعركة الداخلية الامريكية. لقد كنا مخطئين في تسهيل الامر على اوباما وكيري في ترك الارث وعلى حسابناحسب ما قاله "يوسي شاين".