"داعش" في القدس .. خرافة "اسرائيلية" جديدة؟!

بالعربي-كتبت هند الملاح:

خرج رئيس وزراء حكومة الاحتلال "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو مساء أمس ليقول إن منفذ عملية الدهس في القدس من أنصار تنظيم "داعش"، مقاربا في تصريحه بين ما حصل وبين عمليات الدهس التي نفذها التنظيم  في كان وبرلين. هذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها نتانياهو المقاربة بين العمليات الفدائية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية وبين ممارسات تنظيم "داعش"، فما الهدف من هذا التلفيق؟!

"من المعروف ان هناك محاولة لقلب المفهوم الذي تقف خلفه عملية الدهس للقول ان "اسرائيل" ليست قاتلا أو مجرماً بل هي ضحية منظمات تهدد العالم"، يقول مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، فيحاول الكيان الصهيوني بذلك ادراج نفسه ضحية وتصوير المقاومة الفلسطينية على انها عدو يهدد العالم كما تنظيم "داعش".

"اسرائيل" تحاول تدمير مفهوم البطولة فالشهيد أحمد قنبر وغيره من الشبان الذين ينفذون مبادرات وعمليات من هذا النوع يقومون بذلك بهدف وطني ويقدمون تضحية، يضيف عبد العال في اتصال مع موقع "الجديد"، و"بالتالي يسعى الكيان الصهيوني الى تدمير مفهوم البطولة والقول إنها جريمة وجزء من الارهاب ومقارنته بقتال لا معنى له كالذي تقوم به داعش". كما ان من اولويات العدو الصهيوني تحويل ما يدور في فلسطين وتصويره على انه صراع ديني "يهم العدو ان يأخذ الصراع بعدا دينيا لانه دولة قائمة على فكرة "الشرعية الدينية" وتثبيت فكرة الدولة اليهودية وبالتالي سيتحول هذا الصراع من قومي وطني ذي بعد انساني ومحق الى مسأله لها علاقة بالوحشية، وهذه هي استراتيجيته الدائمة فهو لا يترك فرصة إلا ويستغل من خلالها ما حصل في اوروبا مع اليهود".

الاحتلال يسعى دائما الى جعل الاستيطان أمرا طبيعياً وكأنه جزء مما يسميه النمو الديموغرافي الطبيعي، وبالتالي بعد القرار الذي صدر عن مجلس الأمن الذي طالب "اسرائيل" بوقف الاستيطان اراد نتانياهو ان يرد بأن "اسرائيل" هي دولة ضحية ودولة معتدى عليها وانها تعاني من مسألة الارهاب كما يعاني العالم منه بشكل عام، "هو يريد ان يضع الاستثنائية التي تعيشها "اسرائيل" امام الامور الطبيعية التي تعيشها الدول الاخرى".

جوهر القضية الفلسطينية، بحسب عبد العال، يرتكز على انها صراع على وطن وليست صراعا دينيا كما تحاول "اسرائيل" تصويرها، "وعليه يهاجم مؤخرا العدو مؤتمر باريس القادم لاسباب عديدة اهمها انه يريد من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية واعطاءها الطابع الديني وهذا مناف للحق التاريخي الفلسطيني".

المصدر: (الجديد)