أغرب طرق الموساد في اغتيال قادة فلسطينيين !

بالعربي: تصادف هذه الأيام، الذكرى الـ21 لاغتيال المهندس الكهربائي وقائد ومؤسس كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، يحيى عياش، من قبل الموساد الصهيوني.

وكان عياش قد نفّذ عمليات كثيرة ضدّ "الإسرائيليين"، وعرف بقدرته على تصنيع المتفجرات بإمكانات متواضعة. ويقال إنّ "سلطات الاحتلال بدأت بتعقّبه منذ العام 1992، بعد العثور على سيارة مفخخة في "تل أبيب"، حتى استطاعت يد الغدر من استهدافه .

الاغتيال بتفخيخ هاتف محمول

اغتيل عياش بعد أن زرعت قنبلة في هاتف محمول رقمه "050507497" أخذه من صديقه أسامة حماد، الذي كان عمّه كمال عميلاً لـ"إسرائيل"، كي يكلّم والده، فقضى بالتفجير.

وذكرت تقارير صحافية عبرية حينذاك، أنّ كمال حماد حصل على مبلغ مليون دولار أميركي ثمن "خيانة" عياش، بالإضافة إلى جواز سفر مزوّر وفيزا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

لم تكن هذه العملية التي نفذها جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة "الإسرائيلي"، الأولى من نوعها ولا الأخيرة، إذ يُعرف عن الموساد بأنّه "أكفأ ماكينة قتل في العالم". فلنتذكّر معاً بعض أبرز التقنيات التي استخدمها هذا الجهاز لاغتيال قيادات عربية وفلسطينية:

الاغتيال بطردٍ مفخخ

اغتال جهاز الموساد الكثير من الأشخاص عبر طرود مفخخة، إلا أنّ أول عملية من هذا النوع كانت في العام 1956 في غزة، وضحيتها العقيد المصري مصطفى حافظ الذي يُعدّ مؤسس العمل الفدائي في فلسطين، إذ هو مؤسس الكتيبة 141 فدائيين.

وجاء في نص تقرير لجنة التحقيق المصرية التي تقصت عملية اغتيال حافظ ما يلي: "في يوم 11 يوليو 1956 في ساعات المساء الأخيرة جلس مصطفى حافظ على كرسي في حديقة قيادته في غزة، وكان قد عاد قبل يومين فقط من القاهرة، وكان يتحدث مع أحد رجاله عندما وصل إليهما العميل الذي كان يعرفه حافظ لأنه سبق أن نفذ ست مهام مطلوبة منه في "إسرائيل".

وروى العميل لحافظ ما عرفه عن قائد الشرطة وهو ما أزعج حافظ، وخاصة أن بعض الشكوك أثيرت حوله، وقرر حافظ أن يفتح الطرد ثم يغلقه من جديد ويرسله إلى قائد الشرطة، وبمجرد أن فتح الغلاف سقطت على الأرض قصاصة ورق انحنى لالتقاطها وفي هذه الثانية وقع الانفجار.

ويضيف التقرير: "في الخامسة صباح اليوم التالي استشهد مصطفى حافظ متأثراً بجراحه، وأصيب أحد ضباطه بإعاقة مستديمة بينما فقد العميل بصره، واعتقل قائد الشرطة لكن لم يعثروا في بيته على ما يدينه".

الاغتيال عبر تسميم علبة شوكولاته

كشف الصحافي الاستقصائي "الإسرائيلي" الذي يعمل أيضاً بجهاز استخبارات الاحتلال، "آرون كلاين"، في كتاب "Striking Back" الذي نشره في العام 2005، أنّ الموساد قتل مقاتل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وديع حداد، الذي كان العقل المدبّر لخطف الطائرات في السبعينات.

وقد تمت عملية الاغتيال عبر تسميم عميل فلسطيني مزدوج، علبة شوكولا بلجيكي وإهدائها إلى حداد في العام 1977، عندما كان في برلين، هو المعروف بحبّه للشوكولاته.

بدأ حداد بفقدان شهيّته بعد أسابيع، فخسر الكثير من الوزن وتوفّي بعد أشهر، هذا لأنّ نوع السم المستخدم كان يعمل ببطء شديد ولا يمكن اكتشافه.

الاغتيال بالصعقات الكهربائية والخنق

عثر على القيادي في حركة حماس، وأحد مؤسسي الجناح العسكري لها، محمود المبحوح، مقتولاً في غرفته في أحد فنادق دبي، يوم 20 يناير من العام 2010، بعد أن تعرّض للصعق بالكهرباء ثمّ الخنق من قبل عملاء للموساد.

وقد استخدم المشتبه فيهم، جوازات سفر بريطانية وإيرلندية وألمانية وفرنسية مزوّرة، وفقاً لما أكّدته السلطات في دبي، التي نشرت صوراً لهم ولم تتمكن من القبض على أي منهم.

وعلى الرغم من تأكيد "إسرائيل" أنّه لا يوجد لديها أي إثبات على تورّط عملائها في القضية، فإن زعيمة المعارضة "الإسرائيلية"، تسيبي ليفني آنذاك، أثنت على قتل المبحوح وقالت: "كون أن إرهابياً قتل، ولا يهم ما إذا كان ذلك قد وقع في دبي أو في قطاع غزة، هو خبر جيد لأولئك الذين يكافحون الإرهاب".

ويعتقد أنها المرّة الأولى التي يصدر فيها تصريح مباشر كهذا من أحد كبار السياسيين "الإسرائيليين".

هل مات عرفات بعد تسميم فرشاة أسنانه؟

استشهد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 11 نوفمبر من العام 2004، في مستشفى "بيرسي دو كلامار" العسكري الفرنسي بالقرب من العاصمة باريس، بعد تدهور صحي مفاجىء وإصابته في جلطة جرّاء اضطراب في الدم.

وأفاد تقرير صدر في العام 2013، عن خبراء بالطب الشرعي في سويسرا، أنّ عرفات ربّما مات مسموماً بمادّة البولونيوم المشع، وذلك بعد أن وجدوا هذه المادة على عقاله وملابسه الداخلية وفرشاة أسنانه.

إلا أنّ فريق الخبراء الذين كلفهم القضاء الفرنسي التحقيق في ملابسات وفاة عرفات، استبعد للمرّة الثانية في شهر مارس من العام 2015، فرضية تسميمه بمادة البولونيوم، وذلك إثر التحاليل الإضافية التي أجريت وأثبتت النتيجة نفسها.

وقالت مدعية نانتير، كاترين دوني، في بيان أنّ الخبراء "ما زالوا يعتبرون أنّ مصدر البولونيوم 210 والرصاص 210 اللذين رصد وجودهما في ضريح عرفات وفي العينات التي أخذت لدى دفنه، هو المحيط البيئي".

كما استبعد فريق الخبراء الروسي الذي كلّف أيضاً متابعة القضية، فرضية موت عرفات مسموماً، وأكّدوا موته بطريقة طبيعية.

فهل تكشف الأيام لاحقاً أنّ عرفات كان فعلاً ضحية تسميم جديدة للموساد؟ أم أنّ هذه الفرضية خاطئة تماماً وكانت عمليات الموساد السابقة سبباً للشك فيها؟

المصدر: (رصيف21)