"إسرائيل" تنضم إلى "البكّائين" لينعقد مجلس الأمن

بالعربي: لم تُخفِ حكومة الاحتلال قلقها من مرحلة ما بعد حلب. انتصار الرئيس السوري بشار الأسد والحلفاء، من شأنه أن يسرع الاستحقاقات التي راهنت تل أبيب طويلاً على إمكان إبعادها أو حتى إنهائها.

القلق على حلب وصل إلى حد أن يطالب عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في حكومة الاحتلال، الوزير ارييه درعي، رئيس وزرائه بضرورة الإسراع بطلب انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن، للنظر في ما سماه، المجازر في حلب.

الوزير درعي، الذي بنى وآباؤه بالفعل كيانهم على عظام وجماجم الشعب الفلسطيني وأطفاله ونسائه وشيوخه، وما زال، يطالب العالم ـ زوراَ ـ بمنع قتل الدولة السورية لأبنائها... والأنكى أنّه قارن ما قال إنها عمليات قتل رضّع ونساء حلب، بالهولوكوست النازي ورواية الإبادة اليهودية.

ونقلت وسائل الإعلام عن درعي قوله، إنه قتل في المحرقة ستة ملايين يهودي أمام صمت العالم. ومن المحظور علينا نحن اليهود الصمت إزاء الفظائع التي تجري منذ ستة أعوام في سوريا.

قتل الرُضَّع والنساء والمسنين في مدينة حلب يدفعنا لننهض ونطلق صرخة. ولهذا توجهت إلى رئيس الحكومة، نتنياهو، وناشدته أن يطلب انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف المجازر في سوريا عامة، وفي حلب خاصة.

وكان موضوع استعادة الدولة السورية لمدينة حلب، إضافة إلى بكاء درعي، محطّ اهتمام الإعلام العبري في اليومين الماضيين، وتحديداً من بوابة فقدان "إسرائيل" رافعة التأثير التي راهنت عليها طويلاً، لتحقيق مصالحها عبر حلفائها في الأهداف.

إذ إن إحدى أهم النتائج المترتبة على انتصار الدولة السورية شمالاً، هو تعزز السيناريو الأسوأ من ناحية تل أبيب: ترسخ الرئيس الأسد وإبعاد إمكان عزله، عسكرياً وسياسياً. بحسب تعبيرات عبرية، فقدت "إسرائيل" خياريها المفضلين: "رحيل الأسد بالقوة العسكرية، أو بالاستسلام عبر تسوية سياسية".

وإذا كانت "إسرائيل" قد أعلنت وتعلن أنها كانت تختار تنظيم "داعش" ليسيطر على سوريا إن خيّرت بينه وبين الأسد وحلفائه، فبالإمكان تصور موقفها الآن، ومدى التهديد الذي تستشرفه، جراء نجاح الدولة السورية في أهم مفصل ميداني في الحرب.

أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تحت عنوان مواجهة في الأفق، إلى أنّ الاستحقاقات بدأت تقترب من "إسرائيل" في أعقاب انتصار الجيش السوري في حلب، ونقلت عن مصدر "إسرائيلي" مسؤول قوله إن التطور الأكثر أهمية هو تعزز قوة نظام الأسد، إذ إنه بات يسيطر الآن، أو يقترب من السيطرة، على أغلبية المدن الكبرى، بما يشمل دمشق وحماه وحمص وحلب. وهذا يعني من منظور "إسرائيلي" اقتراب اللحظة التي يقرر فيها إرسال قواته العسكرية بأعداد كبيرة إلى مدينة درعا في الجنوب، وهي المدينة الأقرب إلى الجولان، وحينها سيقترب حلفاؤه، إيران وحزب الله، الأمر الذي يعرض "إسرائيل" للخطر.

وإذا كان مقاربة "يديعوت أحرونوت"، المستندة إلى موقف صادر عن مسؤول "إسرائيلي"، هي مقاربة لمآل مستقبلي، لكنها تختصر الديباجة "الإسرائيلية" للمرحلة التي يقرر فيها الجيش السوري التوجه للحسم جنوباً، وهو توجه يضع "إسرائيل" أمام خيارين: التدخل السافر لتغيير مسار انتصار الدولة السورية في الجنوب، رغم أنه خيار محفوف بالمخاطر، أو التسليم بانتصار أعدائها وانتشارهم على حدودها، بما لا يتوافق مع مصالحها.

من جهتها، أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن أحد أهم تداعيات "سقوط" حلب، أنه يدفع الأسد إلى مزيد من الصلابة، إذ "مع سيطرة الجيش السوري على المناطق التي كانت خاضعة للمتمردين في حلب، لم يعد هناك أي سبب يدفع الأسد إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، أو الانضمام إلى أي عملية سياسية".

وأضافت أن "المتمردين فقدوا مع الهزيمة في حلب قدراتهم وتأثيرهم، وإذا بقي لديهم جيوب هنا وهناك، في شمال شرق الدولة وجنوبها، إلا أنّ قوتهم ضعيفة جداً، ولا تسمح لهم بالتأثير والحسم".

المصدر (الاخبار)