أمهات الشهداء يختطفن أبناءهن من ثلاجات الاحتلال

بالعربي- كتبت: رنين خالدي:

هل هي لحظات فرح للقاء الشهيد من بعد أيامٍ كثيرة قضاها في ثلاجات الاحتلال؟ أم هي لحظات حزن لأنها النظرة الأخيرة على الشهيد؟

مشاعرٌ مختطلة امتزجت بعيون أمهات الشهداء، فهي من أسعد الناس لانها ستلتقي جثمان ابنها الذي استشهد العام الماضي ولم تره من وقتها، ولم يغب عن بالها ولو للحظة! احتجزه الاحتلال في ثلاجاته ورفض الإفراج عنه، ستضمه الآن وتدفئه من برودة ثلاجاتهم.. ولكن وسط هذه السعادة هناك غصة كبيرة بالقلب لن تختفِ، فهذا هو اللقاء الأخير بابنها والقبلة الأخيرة على جبينه البارد!

الشهيد بهاء عليان، والشهيد ثائر أبو غزالة، والشهيد محمد أبو خلف، والشهيد عبد المحسن حسونة، أربعة شهداء مقدسيين أحتضنهم تراب الوطن مؤخراً.. وقفت أمهاتهم لاستقبالهم بشموخٍ وفخرٍ كبير، وضعن صور ابنائهن بقلادة صغيرة على أعناقهن، وحملن طوقاً من الورد لوضعه على نعوشهم.

خوف جنود الاحتلال من الشهداء لم ينته حين أطلقوا عليهم الرصاص ولفظوا أنفاسهم الأخيرة بعد تنفيذهم عمليات الطعن والدهس، بل استمر مشهد الخوف عند تسليم جثامينهم، فقد فرضوا طوقاً أمنياً كبيراً على القدس، وأغلقوا جميع الطرق المؤدية إلى المقبرة، ووضعوا سواتر حديدية عند مداخلها لمنع المواطنين من الدخول.

ورغم شروط الاحتلال القاسية التي تضمنت دفع غرامة مالية، وتحديد عدد المشيعين، وتسليمه بوقت متأخر بالليل.. إلا أن الجنازات كانت عظيمة وكبيرة معنوياً، بقلوب أهاليهم الصابرة.

وبعد هذه الليالي الموجعة لأهل القدس، يبقى 11 جثماناً يحتجزهم كيان الاحتلال في ثلاجاته، شهيد واحد من القدس والعشرة الآخرين من الضفة الغربية.