استعجلتِ الموت يا صغيرة.. آه لو صبرت قليلًا

بالعربي - كتبت: نهيل أبو غيث: 

فات الأوان.. لو كنت أعلم بنيتك لأخبرتك مسبقًا أن إنهاء الحياة لأجل بضع علامات في الثانوية العامة، لا تؤخر ولا تقدم في أهدافنا وطموحاتنا إن غرسنا الإصرار في أنفسنا وقررنا تكرار المحاولة إلى أن نحقق النجاح.. وأن كلام وتلميحات بعضهم المقيتة تمثلهم هم وليس أنتِ.. دعي لهم القول ولكِ الجد والفعل، فلماذا تقلقين بهم وتحولين كلامهم لضغوط نفسية تطوقك إلى أن خنقتك وأغشت بصرك وبصيرتك.

عزيزتي لو حافظت على حياتك وصممت على تحقيق هدفك لأصبحت يوما ما ذا شأن.. فلا جهد يضيع هباء منثورا مهما طال الزمن ومهما تقلبت الفصول سيأتي موعد لقطف الثمار.. وحينها سيصلك بعضهم ممن ضايقك كلامهم يومًا ليكونوا مقربين منك.. وحينها سيتغير كل شيء، أجل كل شيء، فستصبحين أنتِ فوق وهم في الدَّرك الأسفل من "الوجهنة والنفاق".. ستتعاملين بتواضعك وأخلاقك لا بمثل ما قالوا عنكِ يومًا.

أما الآن فأنتِ لم تعودي هنا، فيما هم باقون غير مدركين لفعلتهم وقولهم إلى أين أدى بك، وسيكررون فعلتهم لكن لا نعلم هل الضحية القادمة ستختار النهايات الحزينة السريعة مثلك، أم ستصبر لتذوق طعم النهايات والبدايات السعيدة.

ولو كنت أعلم بنيتك لأخبرتك بالمثل القائل "ما بيحكي عني إلا الي بيغار مني والشاطر الي بيضحك بالآخر".. ولكنك للأسف استعجلتِ الآخرة ولم تتريثي لتذوق طعم "الي بيضحك بالآخر".

لن أعتذر منك كغيري فأنا لم ولن أسيء لأحد في هذا الشأن.. وإن حصل أيضًا لن أعتذر؛ فلا تفكيري أو تفكير بعضهم العقيم يستحق منك الانتحار لأجله.. وإن كان هناك من يجب عليه الاعتذار فهو أنتِ.. أجل أنتِ مدينة بالاعتذار لجسد ألقيته من الطابق الثالث لأجل سلوك وقول مريض من قبل البعض.. ولروح قررتِ عن بارئها مغادرة الحياة.

آه يا صغيرة.. استعجلتِ الموت.. لو صبرتِ قليلًا.