علكة أميركية لعلاج "الإسلاموفوبيا"

بالعربي: كتب علاء حلبي

«هل تعاني من الإسلاموفوبيا؟ «كير» وجدت لك الحل، إسلاموفوبين دواء لمعالجة الإسلاموفوبيا ونشر الحب».

بهذه العبارات الطريفة وزّع «مجلس العلاقات الإسلامية في أميركا» (كير) شريطًا ترويجيًا يهدف إلى محاربة «الإسلاموفوبيا» من خلال علكة جديدة تحمل اسم «إسلاموفوبين» بغلافٍ يشبه علب الدواء. لاقى الفيديو رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الأميركية.

يظهر على علبة الدواء المفترض تعليمات الاستخدام: «تناول حبتين صباحًا واتصل بالمسلمين»، كما تحتوي تحذيرًا: «إسلاموفوبين قد تؤدي إلى التعايش السلمي.. استشر طبيبك».

يمكن شراء علكة «إسلاموفبين» من متجر «أمازون» الإلكتروني بسعر 1.99 دولار، تضاف إليها مصاريف الشحن. يوضح «مجلس العلاقات الإسلامية في أميركا» في وصفه للعلكة الجديدة أنها خالية من السكر وبنكهة النعناع، مشيرًا إلى أن «عائدات البيع ستستخدم لدعم الحقوق ونشاطات المجلس».

تعرّف «كير» عن نفسها كـ «مؤسسة متخصصة في الدفاع عن حقوق المسلمين الأميركيين، ومناهضة التمييز العنصري والديني، والعمل على تحسين صورة الإسلام في المجتمع الأميركي عبر تشجيع الحوار وبناء الثقة المتبادلة مع المؤسسات الأميركية ونشر قيم العدالة». تأسست سنة 1994 بمبادرة من ثلاثة شبان أميركيين مسلمين هم نهاد عوض وعمر أحمد المتحدران من أصول فلسطينية وإبراهيم هوبر، وهو كندي مسلم، لتتطور فيما بعد وتفتتح 32 فرعًا ومكتبًا إقليميًا في الولايات المتحدة».

يوضح المدير التنفيذي لـ «كير» نهاد عوض في منشورٍ تفاعلي أن «هدف الحملة هو مكافحة تنامي ظاهرة الخوف الشديد من الإسلام في الولايات المتحدة، وهي موجهة بشكل رئيس إلى مواقع التواصل الاجتماعي»، مشيراً إلى أن الدواء وهمي إلا أن المنتج حقيقي وهو عبارة عن علكة.

وأضاف عوض في المنشور: «نأمل أن تساهم هذه الدعابة في خلق وعي عام حول الضرر الذي تسببت به ظاهرة الخوف الشديد من الإسلام ليس فقط للمسلمين الأميركيين العاديين، بل لقيم المساواة والحرية الدينية التي تأسست عليها أمتنا». وتابع: «يمكن أن يكون هذا الدواء مضحكًا للكثيرين، إلا أن ظاهرة الخوف الشديد من الإسلام ليست كذلك أبدًا».

بالتزامن مع إعلان «كير» عن منتجه الجديد، أطلق المجلس حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تضمنت وسومًا عدة تدور في فلك محاربة «الإسلاموفوبيا»، وذكر «كير» أن المنتج هو خطوة أولى في حملة بعيدة المدى ستظهر خطواتها تباعًا.

اهتمّت شبكة «آي بي سي» الأميركية بالحملة، وبثّت الإعلان على شاشتها، كما نشرت مادة مطوّلة عن المنتج الجديد. ونقلت الشبكة الأميركية عن عوض قوله: «عندما نلاحظ التصريحات غير المسؤولة لبعض المسؤولين الأميركيين ضد الإسلام، مثل تصريحات المرشح إلى الرئاسة الأميركيّة دونالد ترامب، لابد من تنظيم حملات مشابهة خصوصًا أن هذه التصريحات ساهمت في تصاعد ظاهرة الخوف من الإسلام وارتفاع معدل جرائم الكراهية».

يأتي الإعلان الساخر الجديد كجزء من حملة أطلقتها «كير» قبل نحو ثلاثة أشهر تحمل عنوان «انشر الحب لا الإسلاموفوبيا»، لكنّه الأول من نوعه لناحية استخدام السخرية. للمجلس تاريخٌ حافل في السجالات السياسية في الولايات المتحدة، وقد اتهم أكثر من مرة بدعم «المتشددين»، كما صنّفته الإمارات العربية المتحدة العام 2014 كـ «منظمة إرهابية»، ربما لعلاقته بجماعة «الإخوان المسلمين».

تتزامن الحملة مع ارتفاع الأصوات المعارضة لوجود المسلمين في الولايات المتحدة. وفي وقتٍ تتهم فيه «كير» 36 منظمة أميركية بإنفاق 119 مليون دولار لمحاربة الإسلام في أميركا، توقع مركز «بيو» الأميركي للبحوث أن يشكل المسلمون ثاني أكبر جماعة دينية في الولايات المتحدة الأميركية مع حلول العام 2040.

المصدر: (السفير)