عن جدوى البقاء في غزة

بالعربي: كتب المقداد جميل

أن تولد وتجد نفسك تعيش في غزّة؟ مأساة. الحياة في غزّة، مشكلة في حدّ ذاتها. كنتُ أريد قول ذلك، ولم أعرف كيف أقوله، والحقيقة أنّه لا ينبغي أن يُقال إلّا بهذه الصراحة المؤسفة. الحياة في هذا المكان مُشكلة، وعلى الإنسان الذي يكبر، ويعي ذلك، أن يعمل على حلّها في أسرع وقت، قبل أن ينتهي فيه، دون فائدة.

في كلّ مرة أزور حلّاقي، منذ بداية العام، يحدّثني عن أحوال ابنه المريض. يفتتح الموضوع عن محاولاته المستمرّة للخروج من غزّة، إلى الضفة الفلسطينية لعلاجه، وفي كلّ مرة يُعيد عليَّ قرار رفض جديد، قدّمه جيش الاحتلال له، بحججٍ متعددة.

يحاول الرجل منذ مدّة طويلة أن يحصل على "تنسيق" لخروج ابنه من غزّة للعلاج. في المرّة الأولى، رفضوا مرافقته لابنه، وفي محاولةٍ ثانية، وافقوا عليه، حتى وصل إلى حاجز "إيريتز"، ثم أعاده الجنود. لم ييأس، وفي جولة حلاقة ثانية، أخبرني أنّه حاول مرّةً أخرى، لكن هذه المرّة كي ترافق زوجته ابنه، التي لم يتوانوا عن منعها في المرّة الثالثة، أيضاً.

هذه هي معضلة الفلسطيني الدائمة. الحواجز. في "إيرز"، ولكي تستطيع الوصول إلى أرضك المحتلة، سواء للعلاج أو العمل، أو لزيارة أحدٍ ما، أنت بحاجة إلى تنسيق كبير، له أوّل دون آخر. يبقى المريض معلقاً على قرارٍ من الضابط الإسرائيلي، على جانب الحاجز، تمرّ أو لا تمرّ.

المصدر: (الاخبار)