عندما عاد أحمد وأحضر قلم الوصية

بالعربي: كتب: جهاد قاسم 

عندما حملت الهاتف للاتصال بوالدة الشهيد أحمد عامر، كنت أظن أن الرد سيكون بالبكاء، لكنها أجابتني مباشرة بعد أن قمت بالتعريف عن نفسي "الحمدلله ابني شهيد"، حينها تخيلت وكأنني اتحدث مع والدة عريس.

تقول والدة الشهيد أحمد لـ وطن للأنباء، "سهرنا معاً في ليلته الأخيرة، وضحكنا وكان الأمر طبيعياً في تلك الليلة العظيمة التي ستفتقد قمرها في اليوم التالي".
وتضيف "اتصل أحمد مع شقيقه المتواجد في المانيا وبدأ بالحديث معه ليطمئن عليه دون أن يظهر أنه يودعه.. لقد كان بشوشاً دائماً".
"هذا بعمري.. هذا بجيلي يا الله" جملة كررها أحمد كثيراً وهو ينظر لصورة الشهيد عبد الرحمن رداد من بلدة الزاوية التي تبعد مئات الأمتار عن قريته مسحة، والذي استشهد الثلاثاء الماضي في تل أبيب.
صباح يوم الاستشهاد
وتضيف  "خرجت صباحاً لمنزل شقيقي الذي قدم من الولايات المتحدة، واتفقت مع أحمد على أن يبقى متواجداً في المنزل مع اشقائه الصغار، لكنه رفض وقال لي سأذهب الى قرية الزاوية كي أشارك في جنازة الشهيد عبد الرحمن".
وتتابع "صوت رصاص قريب بين قريتي مسحة والزاوية، مكالمة هاتفية تقول لي تعالي.. تأكدت ولم أشعر فقط، بأن احمد قد حصل له شيء.. الى أن جاء الخبر بأن احمد استشهد".
وتقول " اخبرتني ابنتي أن احمد خرج من المنزل منذ بضعة دقائق، ثم عاد الى المنزل وبدأ يستحم، وبدّل ملابسه.. لقد تزين قبل خروجه، ثم خرج من غرفته قبل أن يعود مرة أخرى ويحضر قلماً.. انه قلم الوصية".
وعن وصية ابنها تقول الأم " لقد كتب وصيته بنفسه، واستشهد وهي معه الى جانب قلمه الذي كتب به الوصية، فهو لم يعطيها لأحد بل كانت في جيبه لحظة استشهاده".
وتضيف "لقد تم دفع الدين الذي أوصى به أحمد وهو 60 شيقلاً (16 دولار) قبل أن يتم دفنه حتى يكون مرتاحاً في قبره".
وعن حلم أحمد، توضح أنه كان يحلم بدراسة إدارة الأعمال، حيث كان طالباً في القسم التجاري في مدرسة ذكور ديربلوط الثانوية العامة".
وتشير إلى أنه قام بأداء مناسك العمرة مع والده قبل نحو شهر ونصف.