الفلسطينية منال.. أسيرة فجر يوم المرأة العالمي

بالعربي_كتبت:رولا حسنين

لا أعلم إن كان الهدف من إجرامهم المتصاعد كل مرة، أن يوصلوا من خلاله رسالة تدلل على همجيتهم، تقول لنا وللعالم وللأمم المتحدة، أن كيان الاحتلال فوق القانون، وكل الأعراف الدولية لا تثنيها عن إجرامها.

في الثامن من آذار، الذي يصادف اليوم، تحتفل نساء العالم به، كيوم أقرته الامم المتحدة في السبعينيات من القرن المنصرم للمرأة، تتذكر فيه نساء العالم أنفسهن تحديداً، إلا المرأة الفلسطينية، تقضيه ما بين زنازين سجون الاحتلال، أو باكية على أزواج وابناء يقضون في سجون الاحتلال، أو شهداء تحتضنهم الأرض، على هذا الحال تقضي المرأة الفلسطينية الثامن من آذار، أو ما يسميه العالم "يوم المرأة العالمي".

فجر  اليوم "الثامن من آذار"، اقتحمت أعداد كبيرة من جيش الاحتلال بيت المواطن بلال التميمي في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، لم يكن بلال هو الهدف، ولا ابنه العشريني أسامة، بل كان هدفهم هو اعتقال الزوجة منال التميمي (43 عاماً) اعتقال المرأة في يوم المرأة.

يقول بلال لـ وطن للأنباء إن "جنود الاحتلال أحاطوا بمنزلي، واقتحموه بأعداد كبيرة وفتشوه بالكامل، وصادروا الكاميرا الخاصة به وهاتفه الشخصي وآخر لزوجته، ثم أجلسوني مع أطفالي محمد (16 عاماً)، ورند (12 عاماً)، وسامر (9 أعوام) في غرفة، وأخذوا زوجتي منال الى غرفة أخرى، واستدعوا مجندات وفتشوها بشكل دقيق".

قبل أن يقتاد جنود الاحتلال منال للاعتقال، وودعت أطفالها على صوت بكائهم، يصف بلال مشهد وداعها لأطفالها حيث قال إن أطفالي كانوا خائفين جداً، لأن جنود الاحتلال اقتحموا المنزل بهمجية، وما أن ودعتهم أمهم حتى أجهشوا بالبكاء، فهم يعلمون عنجهية الاحتلال وقسوته.

وعن الثامن من آذار، قال بلال إن الاحتلال لا يحترم المناسبات العالمية والقانون الدولي، ولا الشعائر الدينية، فهو يعمل جاهداً على أن ينغص على الشعب الفلسطيني مناسباته، فبدل أن تكون منال بين عائلتها وتحتفل بيومها كنساء العالم، هي الآن في مركز "بنيامين" التابع لجيش الاحتلال، تخضع لتحقيق لا يعلمه أحداً، وبدل أن تكون في عملها بمركز المرأة للارشاد القانوني وعضو اللجنة التنسيقية لمقاومة الجدار هي الآن تقاوم السجان والقضبان.

لا يقتصر هذا الحال على منال فقط، فأكثر من 60 أسيرة في سجون الاحتلال تُحرم من حريتها كما تُحرم من يومها كامرأة، تحرم من عائلتها والعيش في ظل أمان واستقرار.

وإن قلنا إن الاحتلال يضرب القوانين والأعراف الدولية بعرض الحائط، فدور العالم ليس أفضل حالاً أو مسانداً للفلسطينين، فهو لا يذكر كلمة واحدة بشأن ما تعانيه النساء الفلسطينيات من جرائم القتل والاعتقال والضرب والإهانات والجوع على أيدي جيش الاحتلال، ولا يذكر إعدامات ميدانية ضد النساء الفلسطينيات أو يجلب لهنّ حقاً واقعياً ليس يوماً ليس له أثراً.