قتلوك يا عمر !

بالعربي- كتبت رولا حسنين:  

.قتلوك يا عمر النايف ولم يرحموا قلب مَن عرفك وأحبك وعايشك وفرح ببطولتك يوم أن نفذت عملية طعن في القدس، وكنت من أوائل مبتكري العمليات البطولية على هذه الشاكلة، عمليات امتدت منذ بطولتك الى يومنا هذا، قتلوك يا عمر وما عرفوا أن الأرض تلد عمر ويشبهه ملايين لا أربعين فقط.

أقزام قتلوك، وظنوا أنهم بقتلك سيوقفوا عقلية ثائر وعمليات الطعن التي بدأتها وما زالت مستمرة في عقلية أطفالك أبناء الشعب.
فجر اليوم الجمعة، استيقظت فلسطين على فاجعة اغتيال المناضل عمر النايف (52 عاماً)، صاحب قصة خيالية في ذهن العالم، حقيقية في ذهن كل فلسطيني حر.

عمر النايف الاسم الذي هزّ العاصمة الفلسطينية القدس بتاريخ 15/12/1986، حينما نفّذ عملية طعن برفقة شقيقه حمزة النايف، وصديقه المقرّب سامر المحروم، قتل فيها مستوطناً، واعتقلوا وحكمت عليهم سلطات الاحتلال بالسجن مدى الحياة، لم يحتمل عمر أكثر من 4 سنوات في الأسر، فخاض إضراباً عن الطعام مدة 40 يوماً عام 1990، ساء وضعه الصحي ونُقل الى مستشفى ببيت لحم، لا شيء يوقف العقل الثائر عن التفكير بحريته دوماً، وهكذا كان عقل عمر، العقل الذي أرشده الى تخطي أقبية السجون والمستشفى الى أن تمكن من التهرب والخروج خارج فلسطين، وتنقل الى عدة عواصم عربية الى أن حط به الرحال عام 1994 في بلغاريا وحصل على إقامة فيها وتزوج من فلسطينية تحمل جنسية بلغارية وأنجب 3 أبناء.

بعد 20 عاماً من التحرر من أقبية السجن، علمت دولة الاحتلال أن عمر يعيش في بلغاريا ويحمل جنسيتها، فطالبت الحكومة البلغارية بتسليمها عمر، شجب الكل المطالبات الإسرائيلية، ودعا الكل بلغاريا عدم تسليم عمر للاحتلال، فلجأ عمر الى السفارة الفلسطينية في بلغاريا خوفاً من محاولة تسليمه لدولة الاحتلال، لجأ الى السفارة وخرج منها شهيداً حيث اغتيل فيها فجر اليوم، حتى في آخر أنفاسه كانت فلسطين هي الحاضرة، فلسطين الأم التي علّمته كيف يكون ثائراً في وطنه وخارجه.

شاءت الأقدار أن تفرج سلطات الاحتلال عن حمزة شقيق عمر وصديقه سامر ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وعمر الذي حرر نفسه من أقبية السجون قبلهم بأعوام طوال يقضي اليوم شهيداً، كما تمنى يوماً، وكما عمل دوماً حين التحق في صفوف الجبهة الشعبية رفيقاً ثائراً، للأرض عاشقاً، وعن القضية الفلسطينية العادلة مدافعاً.