بالعربي- كتبت رولا حسنين:
الإعلام العبري مبرمج على الخوف الذي ينتاب كل أجهزة الاحتلال الأمنية هذه الفترة، بما فيها رأس حربتهم "الشاباك" صاحب أكبر منظومة أمنية لديهم، والذي سجل في تاريخه المنصرم قدرته على فك ألغاز أكبر العمليات الفدائية التي نظمها الفدائيون في كل فلسطين، واغتال شخصيات فلسطينية أوجعته، كل هذا يُعتبر ماضٍ لا يفيد الاحتلال اليوم، فألغاز الفدائيين لم تعد مخترقة، وحنكة العقل المقاوم لم يعد سهلاً، وعمل القناص بات أكثر حرفية ودقة.
"لا نعلم إن كان القناص مر من هنا، نظر في أعيننا وابتسم" هواجس الرعب جعلت جنود الاحتلال المتمركزين في ثكنات عسكرية محصنة في الخليل ويستبيحون دماء الفلسطنيين، يتحدثون عن قناص الخليل أو شبح الخليل أو القناص الغامض بكل خوف، باتوا يظنون أن كل فلسطيني يرونه ربما يكون القناص، الذي ينفذ عملياته ويختفي ويمارس حياته بشكل معتاد، وكلما نفذ عملية نوعية، كلما ازداد خوف كل جندي في جيش الاحتلال أنه المستهدف في أي عملية قادمة للقناص، ولا من خيط رفيع يفك اللغز الذي لا يزال يحيّر الشاباك الاحتلالي في البحث عنه.
بعد 4 سنوات من مطاردة القناص، 800 ساعة متواصلة من البحث خلال هذه الأيام، كتائب من الجنود المدربين على أكبر العمليات، مناطيد تحمل كاميرات مراقبة في سماء الخليل، كل هذا ولم يصل الشاباك إليه، فكما يقول موقع "واللا"، إن القناص ينفذ عملياته حين يتأكد أن عيون الجنود نامت، الأمر الذي يزيدهم رعباً منه، وضعفاً داخلياً وعدم رضا عن كل تقنياتهم التي هددها قناص واحد في 4 عمليات محكمة التخطيط والتنفيذ، بدأت منذ 2013 في عملية قرب المسجد الإبراهيمي وامتدت عام 2015 في عمليتين يفصل بينهم ساعتين فقط أصيب خلالها جنديين وقتل آخر، والعملية الرابعة خلال الأسبوع المنصرم قرب المسجد الإبراهيمي.
ما زال ملف القناص يطرح نفسه على طاولة الشاباك المفككة بالرعب، المتخبطة بعدم قدرتها على فهم عقول الفدائيين، المتخوفة من كل عمل فرديّ ينفذه الفلسطينون وينسحبون آمنين، دون الوقوع في مصيدتها، ملف يزداد تعقيداً مع كل عملية نوعية يشفِ بها القناص صدرونا التي امتلأت غلاً من ظلم الاحتلال، ويدب الرعب في قلوب الظالمين ويزيدهم ارتباكاً.
هم يزدادون رعباً، ونحن نزداد ثقة أنه لا بد من حرية يحياها الشعب والوطن بعقول تشبه عقل القناص.