"عشقي" يواصل نشر فوبيا إيران ويستمر بمغازلة نتنياهو

بالعربي- كتبت دانة زيدان:

لا يمل الجنرال السعودي "أنور عشقي" من التودد للكيان الصهيوني و"نتيناهو" الذي وصفه مرة أخرى بالرجل القويّ والقائد الحكيم – مخالفاً بذلك حتى رأي حليفه أوباما – في إستضافته عبر قناة “الجزيرة الإنكليزية”.

جدد “عشقي” في مقابلته التلفزيونية تأكيده على أن إيران هي العدو -بالنسبة له- وأنه يرفض عزل “إسرائيل” عن باقي المنطقة، ويتمنى إنهاء العداء بين الفلسطينيين والصهاينة، كي يستطيع الجميع – بمن فيهم الكيان المحتل – التعاون سوياً بوجه إيران التي تشكل تهديداً مشتركاً بإمتلاكها أسلحة نووية وفقاً للجنرال.

هاجم "عشقي" إيران بسبب مدها للفلسطينيين بالسلاح قائلاً: ” أنتم تمدون الشعب الفلسطيني بالسلاح ليدمر نفسه ” مبرراً عدم دعم بلاده للشعب الفلسطيني وتزويده بالأسلحة ” كي لا يدمر نفسه ويعيش بسعادة “.

المضحك بأن "عشقي" لم يفهم السؤال الساخر الذي طرحه المذيع حول المدة الزمنية المتبقية حتى نرى تطبيع كامل من قبل بلاده مع الكيان الصهيوني، ليرد الجنرال بكل جدية بأن بلاده ستباشر بفتح سفارة لها في "تل أبيب" باللحظة التي يقبل فيها الكيان المحتل مبادرة السلام المطروحة عام 2002 والقائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام.

ليست هذه المرة الأولى التي يترجى بها "عشقي" – نيابة عن الجامعة العربية والحكومات- الكيان المحتل قبول المبادرة “العربية” التي تقدم تنازلاً مجانياً من جانب واحد، مقابل إستعادة فتات من الأراضي الفلسطينية منقوصة السلطة.

محاولات تبرير “عشقي” وصفه ل”نتن ياهو” بالرجل القوي والقائد الحكيم باءت بفشل أكبر بعد محاصرة المذيع له وسؤاله عن شعور الشعب الفلسطيني حين سماعه رجل سعودي عربي يصف “نتنياهو” بهذه الأوصاف. حاول “عشقي” تبرير موقفه بالقول أنه قصد بأن نتنياهو قوي في بلده! في بلده ؟ أي “بلد” تلك يا جنرال ؟ الكيان المحتل الذي تتمحور مبادرتكم حول أمنه؟ أم تلك الأرض التي كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين؟

قول الجنرال بأن بلاده مستعدة للتعاون مع الكيان الصهيوني خوفاً من السلاح النووي الإيراني يدعو للسخرية حقيقة، كأن الجنرال لم يسمع بأن الكيان المحتل يمتلك أسلحة نووية أيضاً ؟ أم أنه حلال على "إسرائيل" وحرام على إيران ؟

نتسائل لماذا لا يرى الجنرال بالترسانة النووية الصهيونية تهديداً بينما يرى تهديداً يستوجب التحرك الفوري ضد السلاح النووي الإيراني –المحتمل- ؟ رغم أن التقديرات تشير إلى إمتلاك الكيان العبري ما يقارب ال200 رأس نووي عدا عن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية، إلا أننا لم نسمع يوماً “عشقي” يتحدث عن خطر “التمدد الصهيوني” على سبيل المثال ؟ بالرغم من أن الكيان الصهيوني بدأ بتصنيع الأسلحة النووية منذ أكثر من ربع قرن وجرى تسريب معلومات خطيرة من قبل تقني صهيوني يدعى “موردخاي فعنونو”  عام 1986 إلا أننا لم نر أي تحرك ضد الكيان حتى لحظتنا هذه.

لو عدنا بالتاريخ قليلاً لأيام التعاون الإستخباراتي القوي مع الكيان الصهيوني في عهد الشاه “بهلوي” حين كان الطيارون الصهاينة يتدربون في السماء الإيرانية، نجد أن منظمة الطاقة النووية الإيرانية ومركز طهران للبحوث النووية أقيما عام 1960 بمساعدة امريكية حين كانت إيران تحت حكم الشاه “محمد رضا بهلوي” صديق امريكا العزيز الذي كانت تسميه بشرطي الخليج، وإستمرت امريكا بتشجيع إيران على امتلاك سلاح نووي خاصة بعد رفض الشاه إستعمال النفط كأداة ضغط بعد حرب اكتوبر وسد بلاده للعجز في عام 1973 قبل الثورة الاسلامية عام 1979 والتي أطاحت بالبهلوي. ترى لو كانت إيران اليوم تحت حكم شرطي الخليج هل سيكون موقف الدول العربية من البرنامج النووي كما هو الآن؟! من العار أن تتحد مصالح الحكومات العربية بمصالح الكيان الصهيوني المحتل.

الموضوع بسيط وواضح وضوح الشمس هذا النهج الذي ينادي به “عشقي” يدعو لتصفية القضية الفلسطينية تحت كذبة أسمها “حماية الإسلام السني”.

(رأي اليوم)