تعادلنا بحسابات كرة القدم وفزنا بأشياء كثيرة

بالعربي- كتب حذيفة سرور: 

انتهت مباراة الفدائي والأخضر السعودي بالتعادل السلبي، انتهت وانتهى معها الكثير من الجدل والشد والجذب التي جلبته المباراة المنحوسة كما وصفها البعض.

لا أبالغ إن قلت أن هذه اجمل مباراة شاهدتها في حياتي، في الوقت الذي أشاهد فيه عشرات المباريات من الدوريات والبطولات الأسبوعية والموسمية، في حين تعودت أن أقدم تحليل بسيط لبعض المباريات الجميلة التي أتابعها وتابعتها .

في هذه المباراة لم تسمح ظروفي الخاصة استمرار متابعتها من شاشة التلفاز، تابعتها بنكهة خاصة، تابعتها بعيون من كانوا يهرولون في الشارع للوصل لأقرب شاشة تلفاز، تابعتها من مذياع صغير يحمله صاحب عربة الذرة الساخنة، ومن مذياع عربة القهوة بعد عدة أمتار، لمحت لحظاتٍ قليلة من شاشة محل للملابس، ولحظة أخرى من شاشة الهاتف يلتف حوله مجموعة من الشبان يتفاعلون مع كل فرصة وكل لقطة .

لم تنقطع أحداثها لحظة، حتى وصلت للشاشة العملاقة في وسط مدينة رام الله، يتجمهر حولها المئات يحملون الأعلام ويلوحون بها وسط الأمطار الشديدة والظروف السياسية والجوية الصعبة .

نعم فزنا بمباراة تعززت فيها الروح الوطنية بين نفوس الشعب المقهور في الداخل والشتات، فزنا من لما هتف ملعب عمان الدولي لتحرير فلسطين والقدس العربية، فزنا حين تحمل لاعبينا مشقة السفر عبر جسر الذل في مباراة أقر القانون الرياضي أن تكون راحة لأصحاب الأرض، فيما يتحمل الخصم أعباء السفر والعبور والحضور، فزنا حين تحملتها بعثتنا عنهم ، فزنا حين أراد العالم لنا الخسارة ولم نخسر .