قناص الخليل يربك الاحتلال بعد عامين وشهرين !

بالعربي: كتبت: رولا حسنين : 

بعد مضي عامين وشهرين بالتحديد على العملية النوعية التي قام بها ما يعرف بـ "قناص الخليل" في محيط الحرم الإبراهيمي، واصابة جندي صهيوني، وبعد فشل "الشاباك" الصهيوني من الوصول الى القناص وفق ما أعلن عنه "الشاباك" ذاته، يطل علينا قناص الخليل بعملية نوعية أمس الجمعة، في ذات المكان بالقرب من "المسجد الابراهيمي" إلا أن عمليته هذه طالت جنديين صهيونيين، أحدهم وصفت جراحه بالحرجة جداً، يبقى السؤال.. هل قناص الخليل يتطور بعيداً عن عيون "الشاباك"؟

الأمر الأكثر صعوبة في التعامل مع القناص، هو اكتشاف المنطقة التي كان فيها القناص وقت اطلاقه للرصاص، ثم تحديد الزاوية التي مكنت القناص من اصابة جنديين، وكيف لقناص أن يطلق رصاصتين ويتمكن من العودة الى قواعده سالماً، رغم التشديدات الأمنية الاحتلالية في تلك المنطقة؟ فما العقلية التي يعمل بها القناص؟ وما آلية البطولة التي قادته لتنفيذ عمليته أمس بعد غياب عن الساحة طالت عامين وشهرين؟

كالعادة، الاحتلال يحاول التحفظ على نتائج أي عملية بطولية تستهدفه، ويخرج لنا بعد مدة من الزمن ليقول لنا أن المنفذ في قبضة "الشاباك" كما حصل مع منفذي عملية بيت فوريك-ايتمار نهاية أيلول الماضي، واسلام حامد منفذ عملية اطلاق نار وقتل مستوطن على شارع رام الله نابلس نهاية عام 2010، والأسير المحرر زياد عواد وابنه عز الدين الذي نفذ علية حاجز ترقوميا في الخليل وقتل فيها ضابط عام 2014، إلا أن اعلام الاحتلال تحدث عن اصابة جندي "اسرائيلي" بحالة خطرة في عملية القنص أمس، واصابة مستوطن آخر.

وبفارق ساعتين  فقط، شهدت الخليل عملية يقال أنها قنص، لتكون الثانية من نوعها، وإن تشابه الهدف وهو جنود الاحتلال، إلا أن المكان اختلف، فكان موقع تجمع لجنود الاحتلال قرب بيت عينون شمال الخليل هو مكان التنفيذ واحتضان المنفذ، وتحدثت اذاعة جيش الاحتلال عن مقتل الجندي المصاب، فهل أصاب القناص هدفه في مقتل واستطاع حماية نفسه؟

حوّلت قوات الاحتلال الخليل الى ثكنة عسكرية، اقتحمت عدداً من منازل المواطنين بحثاً عن القناص، وأغلق أحد مداخل الخليل بالسواتر الترابية، ووجهت نداءات للمستوطنين بعدم مغادرة منازلهم لوجود قناص في المنطقة، ليبدأ الاعلام العبري بالرجوع الى أرشيف ملفات عمليات القنص السابقة في الخليل، والتي كانت آخرها أكثر رعباً لهم، حيث استحضروا الحرفية التي امتاز بها القناص.

عمليتا القنص أمس، أعادت ملف قناص الخليل الى طاولة "الشاباك"، والتي كان آخر ما قيل عن القناص كما جاء في تقرير سابق لموقع "والاه" العبري، إن منفذ عمليات القنص يتمتع بحرفية عالية جداً وبرودة اعصاب، حيث انه لم يتمّ العثور على الرصاصة في عملية قنص الجندي الصهيوني "جال كوبي" في نقطة الحراسة بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 2013، ويعني هذا أن نوع السلاح لم يستطع "الشاباك" تحديده بعد، ولا يزال لغز العملية قائماً، فيما لم يتمكن "الشاباك" بعد من الوصول إلى أي خيط يوصله إلى الفاعل الحقيقي، رغم تحديده البناية التي تمركز فيها القناص عبر مصادرته لكاميرات المراقبة في منطقة العملية، ليخرج لنا قبل عامين بتحليل أن القناص تم تهريبه الى غزة من قبل حماس، مستدلين على ذلك، بفعلة الشهيد يحيى عياش عندما تنقل من الضفة الى غزة بزيّ حاخام صهيوني في التسعينيات، ونفذ عمليات نوعية ضد الاحتلال.

ليجدد قناص الخليل هستيريا" الشاباك "أمس، ويضرب معلوماته الامنية ويشتت الصهاينة في معلومة تهريب القناص الى غزة، فالتحقيقات الأولية الحالية التي يديرها "الشاباك" تشير الى أن المنفذ إما فلسطيني محترف، أو خلية عناصرها عددهم بعدد أصابع اليد الواحدة فقط، لذلك لم يستطع "الشاباك" اختراق أحدهم بعد، أو الوصول الى ما يدللهم على أحدهم حتى اللحظة.