سياسة التطهير العربي الإعلامي بالمسلسلات

بالعربي_كتبت ربى مهداوي :  من الواضح أن الشعوب العربية انشغلت بقصص المسلسلات دون التركيز الدقيق للرسائل الموجه فعليا من خلالها، لم يدركوا أن مسلسل باب الحارة هو جزء من سياسة موجهة أصبحت تتشعب في دهاليز العالم العربي بشكل واضح وملموس، هنالك سياسة خاصة في داخل الإعلام يقتحم من خلال المسلسلات العربية والأغاني والدعايات مما تفتح مجال عولمي من نوع آخر يستهدف به سياسة السلام المفبرك والمترجم لنوع التطبيع بطعم ولون آخر، كما أن حارة اليهود وهو مسلسل مصري يوضح فيه التناقض اليهود والعرب في آن واحد وقد يذهل المرء للوهلة  الأولى بحيثياته ولكن بين السطور يقدم لمسات ملمسيه لواقع جديد ومرير للعرب بطريقة ما، حتى شعارات القتل والمخدرات والحب كما في مسلسل طريقي أو الكابوس أو تحت السيطرة كلها مسلسلات مبرمجه تنقل صورة وواقع العالم العربي من منطلق الدمار الاجتماعي والتفكك الأسري وهو لم يبعد عن واقعنا الحقيقي لأنه يصف وضعنا الراهن بكل دقة، ولكن طريقة استخدام تلك الحقائق لا تعتبر إلا أسلوب مرئي يدمجنا في عالم التحايل الذهني للانجرار إلى الاستسلام المرهون الحالي، بطريقة تقديمنا سياسيا واجتماعيا الى مجهول سياسي مبرهن على واقع عربي منخرط مع حياة اليهود المندمج منذ سنين وكيف كان له من دواع امنيه سلميه والى التسيس الحالي الذي آل إليه الشعب بعد فقدان اللحمة المتماسكه مع شعب اليهود سياسيا واجتماعيا وعاطفيا.

هنالك سياسه اعلاميه بسيناريو موثق يدفعنا إلى واقع ممنهج بطريقة الديمقراطية المفرطة، لنحاول رصد ما يجري أمامنا بكل معايير القبول لدينا لنحلل كما أشارت  آرندت حنا في مقالاتها الفكرية أن الطبيعة قد تغلب بمعايير الفوضى وتسيطر ولكن قد يخلق أمر ما يساعد في تغيير تلك الطبيعة لواقع صعب أن نسيطر عليه وإنما ننجرف اليه بكل تفاصيله ضمن سياسة الادعاء بالتطهير الاعلامي العربي الموجه وهو فعليا يسير بنا الى ديكتاتورية وحصر الفكر لما يدعى إلى ما بعد الحداثة وهو استعمار كلي ليسا فقط مكانيا وإنما ايضا فكريا ... لنصبح في حلقة مصنوعه من  ذهب مقيدين نعتقد أن ثقافتنا وفكرنا يتقدم ونحن حقيقتا نعود إلى الوراء بمجرد الانجرار الى سلوكيات وأفكار مبرمجه لنصبح آلة متحركة فاقده الوعي رغم الاعتقاد بانها تحمل من ثقافة الوعي ما يشبع،  مما سيلقي بنا الى ارصفة الجهل والفكر المغلق لنصبح شعب طيع يمارس مهارته بأن يتبع لا يتابع.