إسرائيل: أوباما يفضل"النووي" على حل الدولتين

بالعربي-وكالات: فسر مراقبون في كيان الاحتلال إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا فرصة قريبة للتوصل إلى اتفاق إسرائيلي - فلسطيني على أنه محاولة لتجنب مواجهة إضافية مع حكومة نتنياهو الجديدة، قبيل إقرار الاتفاق النووي مع إيران.

وتنبع هذه المحاولة من مساعي أوباما تقليص احتمالات اعتراض أعضاء ديموقراطيين في الكونغرس على مساعيه لإبرام الاتفاق مع إيران. ومع ذلك لا يستبعدون أن يكون إعلان أوباما هذا نوعاً من الحث الخفي لأوروبا على التحرك في هذا الفراغ.

وأشار أوباما، في مقابلة مع قناة "العربية"، إلى الصراع المستمر بين "إسرائيل" والفلسطينيين بلهجة أشد تشاؤماً من أي وقت مضى. وأعلن أنه لا يعتقد أن بالوسع التوصل إلى اتفاق شامل بين الطرفين في العام القريب. وعزا ذلك أساساً إلى واقع تشكيلة حكومة الاحتلال الجديدة، والتحديات التي يواجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومع ذلك كرر أوباما التزامه بحل الدولتين، مشدداً على أهمية خلق الثقة بين الطرفين، برغم اعتباره ذلك "تحدياً فائق الصعوبة". وشدد على عمق العلاقات بين كيان الاحتلال وأميركا، وأن لـ "إسرائيل" مخاوف مشروعة، لكنه شدد، في مقابل ذلك، على التزامه التام بالدولة الفلسطينية، معتبراً أن الحل الوحيد المتوفر هو حل الدولتين.

وقال أوباما "لقد عملنا بدأب، لكن الحقيقة هي أن السياسة في "إسرائيل" والسياسة الداخلية الفلسطينية قادتا لأن لا يكون لأي من الطرفين ثقة بالطرف الآخر لتحقيق الانطلاقة للأمام".

وأضاف أن" ما بالوسع فعله في هذه المرحلة هو محاولة إعادة بناء الثقة بين الطرفين، ليس عبر صفقة شاملة وكبيرة، وأنا لا أعتقد أن بالوسع تحقيق هكذا صفقة في السنة القريبة بسبب تشكيلة حكومة بنيامين نتنياهو والتحديات التي يواجهها أبو مازن، وإنما بخطوات بناء الثقة".

وحسب أوباما فإن إحدى طرق إعادة بناء الثقة هي "مساعدة الناس البسطاء في قطاع غزة كجزء من إعادة الإعمار بعد التدمير". واقترح خلق فرص اقتصادية ووقائع، معلناً "أننا إذا أفلحنا في بناء هكذا نوع من الثقة، فإنني أؤمن أن المنطق في حل الدولتين سينال مصادقة من جديد".

وخلص أوباما في هذا الشأن إلى القول "قلت ل"إسرائيليين" لا يمكنكم البقاء دولة ديموقراطية ويهودية أيضاً إن لم تحلوا هذه المشكلة، وقلت للفلسطينيين أنكم لا تنتظروا أن تغدو لكم دولة، إن لم تعترفوا بكيان الاحتلال. لأن "إسرائيل" لن تذهب إلى أي مكان آخر".

وكتب المراسل السياسي لموقع «والا» الإخباري أمير تيفون إلى أن كلام أوباما مؤخراً عن «إعادة التقويم» في الشأن "الإسرائيلي" - الفلسطيني جاء بعد عام من انهيار المفاوضات التي أدارها وزير الخارجية جون كيري. وحينها اعترف أوباما بأنه لا توجد فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وانه بدلا من تضييع الوقت في مفاوضات غير مجدية من الأفضل التركيز على خطوات ميدانية تبقي على قيد الحياة حل الدولتين على أمل أن تتوفر لاحقا فرصة لتحقيقه.

وأوضح تيفون أن أوباما لم يقل أن السبب الأساس في قراره لا يعود إلى النزاع الصهيوني - الفلسطيني بقدر ما يعود لإيران ومشروعها النووي. ورغم خطاب نتنياهو في الكونغرس تتوفر لأوباما فرصة إقرار الاتفاق النووي في الكونغرس. ويخشون في البيت الأبيض من أن صداماً جديداً مع كيان الاحتلال قد يساعد نتنياهو على تجنيد أعضاء من الكونغرس من الحزب الديموقراطي للوقوف ضد الاتفاق النووي.

ولذلك فإن أوباما، في الاختيار بين الاتفاق مع طهران وتأييد الدولة الفلسطينية، اختار إيران، وهو يعرف أن قراره هذا يسد الطريق أمام الفلسطينيين ربما حتى نهاية ولايته.

عن السفير