نتنياهو يحاول إقناع الكونغرس بسنّ قانونٍ يمنع أوباما من التوقيع على اتفاق مع ايران

بالعربي:يُواصل رئيس وزراء الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، مساعيه الحثيثة لمنع التوصّل لاتفاق نهائيّ بين إيران والدول العظمى حول الملّف النوويّ، وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أنّ رئيس وزراء الاحتلال يعمل على إقناع أكبر عدٍ من أعضاء الكونغرس الأمريكيّ لسنّ قانونٍ يمنع من الرئيس أوباما من التوقيع على الاتفاق، فيما قال الرئيس الأمريكيّ إنّ مطلب نتنياهو باعتراف إيران بكيان الاحتلال  هو سوء تقدير كبير. ويتبين أنّ محاولات الرئيس أوباما، في احتواء مفاعيل الصدمة التي تلقاها كيان الاحتلال، جراء تفاهمات لوزان النووية، بين الدول الست وإيران، لم تنجح، وخاصّةً أنّ بنود التفاهمات لا تتلاءم بالمطلق مع سقوف الصهاينة، بحديها الأدنى والأقصى، وهي لم تقترب من شروط تل أبيب التي سبق أنْ أعلنتها وكررتها على لسان نتنياهو.

وأكدت المقاربة  عند الصهاينة  لتفاهمات لوزان، على لسان نتنياهو وكبار المسؤولين في جيش الاحتلال ، أنّ "تل أبيب" لا ترى في الإنجاز الأمريكيّ مع الإيرانيين حدًا أدنى يمكن التعايش معه، وخاصة أنه لم يشمل إبعاد إيران مسافة سنوات عن القنبلة النووية، ولم ينتزع منها تنازلات تتعلق بالموقف من أصل وجود كيان الاحتلال ، كما لم تمنعها من دعم المقاومين وتطوير قدراتها العسكرية والحد من نفوذها وسياساتها الإقليمية.

بناءً على ما تقدّم، لم تكن صرخات الاعتراض الصادرة عن بنيامين نتنياهو ومجمل السياسيين والمعلقين في كيان الاحتلال  مفاجئة في المطلق، إذ جدد نتنياهو رفضه لتفاهمات لوزان، وأكّد على أنّ الاتفاق المطروح على الطاولة مع الإيرانيين يهدد أمن الصهاينة ووجودها، وطالب بضرورة أن تعترف إيران بكيان الاحتلال، قبل أي اتفاق معها.
وفي بيان صدر عن ديوان نتنياهو، في أعقاب جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، التي خصصت لبحث الرد المناسب على تفاهمات لوزان، أكّد نتنياهو أنّ الوزراء الأعضاء في الوزاري المصغر، إضافة إلى مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية، أجمعوا خلال الجلسة على معارضتهم لاتفاق الإطار في لوزان، الأمر الذي اعتُبر بمثابة رسالة موجهة للإدارة الأمريكيّة تحديدًا، بأنّ رفض الاحتلال للاتفاق مع إيران لا يتعلق فقط بنتنياهو وعدد من وزرائه، بل يعبر عن إجماع شامل لدى الصهاينة ، كما قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت)العبرية.
علاوة على ذلك، أكّد نتنياهو في بيانه على أنّ الاتفاق المطروح سيُشكّل خطرًا حقيقيًا على المنطقة والعالم أجمع، وأنّه سيُهدد أمن كيان الاحتلال بل ويهدد أصل وجودها، لافتاً إلى أنّ الاتفاق لن يؤدي إلى إغلاق أي من المنشآت النووية الإيرانية، ولن يدمر أيًّا من أجهزة الطرد المركزية لدى إيران، كما أنه لن يوقف المساعي الإيرانية لتطوير أجهزة حديثة للتخصيب.
كما اعتبر أنّ الاتفاق سيبقي بيد إيران البنية التحتية النووية، في الوقت الذي ترفع فيه العقوبات الدولية المفروضة عليها، كما أنّ الاتفاق يأتي في ظلّ إقدام إيران على بسط نفوذها في مناطق واسعة من الشرق الأوسط، وإطلاقها التهديدات بتدمير كيان الاحتلال . وبحسبه، فإنّ الاتفاق المطروح على الطاولة سيؤدي إلى إزالة القيود عن المشروع النووي الإيرانيّ في غضون بضع سنوات، ما سيتيح لإيران إنتاج عدد كبير من القنابل الذرية، خلال فترة لا تتجاوز عدة أشهر. وحذّر من أنّ الاتفاق مع إيران سيؤدي إلى تعزيز متانة الاقتصاد الإيراني، ما سيسمح لها بتصعيد عدوانها وإرهابها في مناطق الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره، مؤكدًا على أنّ الاتفاق المطروح لن يسد طريق طهران نحو الحصول على أسلحة نووية، بل إنّه سيشق لها الطريق لذلك، كما أنه سيؤدّي إلى سباق تسلح نووي في أنحاء الشرق الأوسط، ويزيد من خطر نشوب حرب مدمرة.
وفي رده على أوباما.

أشار نتنياهو إلى أنّ هناك من يعرض علينا الاتفاق ويقول إن الخيار البديل هو الحرب، وهذا ليس صحيحًا، إذْ يوجد خيار ثالث وهو الصمود وتكثيف الضغوط على إيران، حتى يتم إنجاز اتفاق أفضل. وبحسب نتنياهو، فإنّ إيران تسعى إلى تدمير كيان الاحتلال وتدعو علنًا إلى تحقيق هذا الهدف. وعليه، فأنا أوضح للجميع أنّه لا مساومة على وجود كيان الاحتلال ، وأنّها لن تُسلّم بأيّ صفقة تتيح لدولة تسعى إلى إبادتها، حيازة أو تطوير السلاح النوويّ، وخلُص إلى القول إنّ كيان الاحتلال يُطالب بأنْ يشمل أيّ اتفاق نهائيّ مع إيران اعترافًا إيرانيًا واضحاً بحقّ كيان الاحتلال في الوجود، حسبما ذكر.

يُشار إلى أنّ مصادر سياسيّة صهيونية رفيعة أشارت لصحيفة "هآرتس" العبرية إلى أنّ التفاهمات المبرمة مع الإيرانيين هي خطأ تاريخي وستؤدي إلى اتفاق سيئ وخطير. وبحسبهم فإنّ الاتفاق الإطاريّ يمنح الشرعية الدولية للبرنامج النووي الإيراني، الذي يهدف فقط إلى إنتاج قنبلة نوويّة.

نقلا عن رأي اليوم