جيش الإسلام يتهم جبهة النصرة بالتواطؤ مع داعش لدخول مخيم اليرموك

بالعربي- وكالات: اتهم جيش الإسلام أحد أكبر الفصائل السورية المعارضة المسلحة في دمشق وريفها جبهة النصرة بالتواطؤ مع تنظيم "داعش" الإرهابي، والسماح له بدخول مخيم اليرموك، ومقاتلة فصائل المعارضة المرابطة على الجبهة مع قوات النظام.

وفي بيان نشره جيش الإسلام قطاع جنوب دمشق، أمس الأحد، واطلع عليه مراسل الأناضول، أوضح فيه أنه "طلب من النصرة الموافقة في البداية على السماح لهم بالدخول مع فصائل أخرى لقتال داعش في المخيم، أو أن يقوموا بإرجاع عناصر الأخير إلى حي الحجر الأسود، أو أنهم سيقاتلون داعش ومن يؤازرهم، لأن نصرة أكناف بيت المقدس واجب شرعي".

وأضاف البيان أن "جبهة النصرة تعاملت بكبر وعدم مبالاة، ورفضت المطالب كلها، كما رفضت دخول عناصر جيش الإسلام وحدهم، حيث إن مناصرة أكناف بيت المقدس، ورد قوات النظام، لا طريق له إلا من خلال النصرة حصرا، والأخيرة أقرت بأن داعش خوارج والأكناف مسلمون، متسائلا كيف يمكنهم ترك الأكناف يُقتلون من قبل داعش".

من ناحية أخرى، أشار البيان إلى أن "جبهة النصرة تعلم بأن كتائب أكناف بيت المقدس تؤمن نقاطا في المخيم على الجبهات ضد نظام الأسد، وقتالهم يعني في هذه الحالة بأن مخيم اليرموك في خطر، ولكن أحد أمراء الجبهة وهو أبو بكر الأمني استهان بالأمر".

كما أكد جيش الإسلام أن "لعناصر النصرة اليد الطولى في سقوط المخيم بيد تنظيم داعش، وأن المرابطين على جبهة المخيم هم ثلاثة فصائل، وهم الأكناف الذين حوربوا من قبل عناصر داعش، بمباركة النصرة، فيما سحبت الأخيرة الفصيلين الباقيين وحصرهم في أبنية، مشددا على أن مسؤولية رد النظام تقع على داعش والنصرة، متسائلا على من تقع مسؤولية إسقاط المخيم بيد النصيرية".

ولفت البيان إلى أن "كثيرا من عناصر النصرة تخلوا عنها، لعدم قبولهم بقتال الثوار، ومناصرة داعش، حيث إن فئة بايعت الأخيرة، وأخرى تركت واعتزلت، أو انضمت إلى فصيل آخر، فيما بقيت فئة أخرى مغيبة تماما عما جرى".

وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين، في منظمة التحرير الفلسطينية، زكريا الأغا، في تصريح هاتفي لوكالة الأناضول، اليوم الإثنين، إن تنظيم "داعش" المتشدد بات يسيطر على معظم الأجزاء الجنوبية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، فيما بقيت الأجزاء الشمالية منه بيد قوات النظام السوري، مشيراً إلى أن الاشتباكات في المخيم ما زالت مستمرة.

وكان مسلحو تنظيم "داعش" دخلوا مخيم اليرموك الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين مسلحي تنظيم يُعرف باسم "كتائب أكناف بيت المقدس"، تسببت في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول؛ إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيء للغاية مع استمرار الاشتباكات.

ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو (10) كلم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن (185) ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية، أو اللجوء إلى دول الجوار.

ومنذ 15 مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها بـ"الأزمة"، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم وخلفت أكثر من 220 ألف قتيل و10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.