المقت ..المتهم بالتجسس لصالح سوريا يلتمس للعليا "الإسرائيليّة" ضدّ قرار "وزير الأمن" فرضَ محامٍ من "الدولة" للمرافعة عنه

بالعربي: قدّم عميد الأسرى العرب السابق في سجون كيان الإحتلال الإسرائيلي ، صدقي المقت، التماسًا إلى المحكمة العليا في كيان الإحتلال ضدّ قرار وزير الأمن الإسرائيليّ بفرض تعيين محامٍ له مُصادق عليه من قبل الأجهزة الأمنيّة لكيان الإحتلال. وجاء في الالتماس، أنّ المقت، وهو متهّم بالتجسس لصالح المخابرات السوريّة، يرفض التعيين ويعتبره مسًّا خطيرًا بحريّة التعبير عن رأيه، ومحاولة بائسة ويائسة من قبل مخابرات كيان الإحتلال لإسكاته.

وكانت النيابة العامّة في منطقة الشمال، قد قدّمت إلى المحكمة المركزيّة في مدينة الناصرة يوم الجمعة الماضي، لائحة اتهام ضدّ الأسير المُحرّر صدقي المقت من الجولان العربيّ السوريّ المحتل، بعد أنْ أمرت المحكمة بإلغاء أمر منع النشر الذي كان ساري المفعول منذ اعتقاله، وبموجب قرار المحكمة سُمح بنشر تفاصيل القضية التي وصفتها النيابة العامّة بأنّها على خلفية أمنيّة، فيما جاء في لائحة الاتهام، أنّ الأسير المُحرر، الذي قضى في سجون الاحتلال، 27 عامًا، قام بالتجسس، والتجسس الخطير، وتقديم المُساعدة للعدو في أثناء الحرب، والتخطيط لارتكاب جريمة والاتصال بعميل أجنبيّ، والتحريض على العنف والإرهاب، على حدّ تعبير لائحة الاتهام. وكانت قوات كبيرة منشرطة الإحتلال قد اعتقلت الشهر الماضي الأسير الجولاني السابق صدقي المقت، ثمّ مددت محكمة كيان الإحتلال في الناصرة في وقت لاحق اعتقاله تسعة أيام إضافيّة. وأفاد ذوو المعتقل حينها، أنّ قوة من شرطة الإحتلال داهمت البيت عند الساعة الثالثة من ساعات الفجر في الـ25 من شهر شباط (فبراير) المُنصرم، وقامت بالعبث بمحتوياته، ثم صادرت جهاز الكمبيوتر الشخصي لصدقي وهاتفه الخليوي، ومجموعة من الأغراض الشخصية، قبل أن تقتاده إلى المعتقل.
وبحسب مزاعم جهاز الأمن العام في كيان الإحتلال ة فإنّ عددًا من المواطنين من الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل يُشتبه في ضلوعهم في جمع معلومات وتوثيق ما يجري على حدود الشماليّة للأراضي المحتلة ، بالإضافة إلى متابعة نشاط الجيش الإسرائيليّ في الشمال ونقل كل هذه المعلومات لأجهزة المخابرات في النظام السوري، وقد تمّ اعتقالهم. علاوة على ذلك، جاء في لائحة الاتهام ضدّ المقت أنّه، وهو من سكّان قرية مجدل شمس، العربيّة السوريّة المُحتلّة في الجولان، اعترف خلال التحقيق بأنّه قام بتوثيق نشاط جيش الإحتلال على الحدود الشماليّة وجمع معلومات حوله بمساعدة آخرين، ونقلها إلى المخابرات السوريّة عن طريق شبكة الإنترنت، وبثها التلفزيون السوري. علاوة على ذلك، زعم الشاباك الإسرائيليّ أنّ الأسير المُحرر المقت اعترف في أثناء التحقيق معه بعلاقته بمدحت صالح، وهو رجل من النظام السوري ويُعرف بعلاقاته القوية في المخابرات السورية.
جدير بالذكر أنّ الشاباك الإسرائيليّ كان قد أعتقل آخرين من الجولان السوريّ المُحتّل، ووجهّ لهم تهمة تقديم المساعدة لصدقي المقت في عملية جمع المعلومات. وقال صدقي المقت في المحكمة وهو يرفع إشارة النصر: تحية إلى الشعب العربيّ السوريّ، والى القائد بشّار الأسد وشعبنا البطل من زنزانة  رقم 25 في مخابرات الإحتلال.
وفي حديث مع المحامي يامن زيدان الموكل بالدفاع عن صدقي المقت قال لموقع (العرب): موكلّي يُنكر جميع التهم الموجهة إليه في هذه القضية، وهنالك العديد من البيّنات من هذه القضية لم تسمح بالنشر حتى الآن، وهذه التهم التي سُمح بالنشر عنها جاءت من أجل التحييد عن القضية المركزية، وما فعله صدقي من الممكن أنْ يقوم به أيّ إنسان من أجل أنْ يُلقي الضوء على قضية معينة، ولا يُمكن اعتبار ما فعله عملية تجسس ونقل معلومات إلى عملاء أجانب، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال المحامي رسلان محاميد الموكل أيًضا بالدفاع عن صدقي المقت إنّ كلّ ما قام به صدقي المقت لا يخالف القانون وبعد الاطلاع على كل المواد ستتضح الصورة أكثر. أما سليمان المقت والد صدقي قال: نحن لا نتبنى اتهامات النيابة الموجهة لصدقي، وهو لم يقم بالتجسس ونقل معلومات ونحن لا نثق بالقضاء الإسرائيليّ، على حدّ تعبير الوالد.
جدير بالذكر أنّ النيابة العامّة طلبت من المحكمة تمديد اعتقال الأسير المقت حتى انتهاء الإجراءات القانونيّة ضدّه، ومن المُقرر أنْ تُصدر المحكمة قرارها في الطلب بعد ظهر اليوم الأربعاء.

رأي اليوم