1500 صاروخ سيُطلق حزب الله يوميًا في المواجهة القادمة وسيُوقع آلاف القتلى

بالعربي: كشف قائد الجبهة الداخليّة في جيش الإحتلال الإسرائيلي، الجنرال إيال أيزنبرغ النقاب عن أنّ قيادة الأركان العامّة أعدّت السيناريو الذي أسماه بسيناريو الهلع والفزع حول اندلاع الحرب القادمة مع حزب الله، وقال إنّه بموجب السيناريو فإنّ حزب الله سيقوم بإطلاق 1500 صاروخ يوميًا باتجاه العمق الأراضي المحلتة، الأمر الذي سيؤدّي إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، مُضيفًا أنّ السيناريو تمّ وضعه على اعتبار أنّ حزب الله يمتلك ما بين مائة ألف صاروخ حتى 130 ألف صاروخ.

ووصف الجنرال أيزنبرغ الحرب القادمة بأنّها ستكون دمويّةً جدًا وصعبة للغاية، ولكنّه أكّد، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت)العبرية ، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، على أنّ كيان الإحتلال سيتمكّن من المُواجهة، لأنّه ليس أمامها أيّ بديل آخر، على حدّ قوله. وأوضحت الصحيفة أنّ الجبهة الداخليّة قامت بإرسال نسخٍ عن السيناريو الجديد إلى جميع رؤساء البلديات والمجالس المحليّة في كيان الإحتلال، لكي يقوموا بالاستعداد لإمكانية اندلاع الحرب. وقال الجنرال الإسرائيليّ أيضًا إنّه خلافًا لقادة الجيش ولرؤساء السلطات المحليّة في الدولة العبريّة، فإنّمجتمع الإحتلال لا يفهم هول الخطر المُحدّق"بإسرائيل" من جانب حزب الله. وبحسب المعطيات الرسميّة، أضافت الصحيفة، التي كشف عنها قائد الجبهة الداخليّة، فإنّ 27 بالمائة من سكّان إسرائيل لا يملكون وسائل الحماية من الهجوم الصاروخيّ المُكثّف المتوقّع.
علاوة على ذلك، قال الجنرال، الذي أنهى مهّام منصبه اليوم، إنّ منظومة القبّة الحديديّة التي تمتلكها إسرائيل غير قادرة على صدّ الصواريخ التي سيقوم حزب الله، بحسب السيناريو بإطلاقها، مؤكّدًا على أنّها لا تمتلك العدد الكافي من هذه المنظومة لمواجهة هذا التهديد الخطير جدًا، على حدّ قوله.
ولفت إلى أنّه على رأس سلّم أولويات الجيش الإسرائيليّ بالنسبة للقبّة الحديديّة، هو حماية المنشآت الإستراتيجيّة والقواعد العسكريّة في الكيان العبري. على صلةٍ بما سلف، قالت مصادر أمنيّة وُصفت بأنّها رفيعة المستوى في "تل أبيب" إنّه في الأسابيع الأخيرة، أعلنت المنطقة الواقعة بين الخط الحدودي من الجانب الإسرائيليّ وبين الخط الأزرق منطقة عسكرية مغلقة، قوات كبيرة من الجيش، بما في ذلك دبابات (ميركافا) وكتيبة من مشاة النخبة، تقف في حالة استنفار.
وتابعت قائلةً إنّه في أسفل الوادي وعلى التلال يُمكن رؤية ما بين ستة إلى ثمانية جرافات عملاقة تقرض بقوة شديدة جدران المنحدر، لافتةً إلى أنّ هذه الأعمال تتواصل منذ أسابيع طويلة وستتواصل لفترة ما. وبحسب المصادر عينها، فإنّ ما يقوم به جيش الإحتلال وباستثمار كبير يغير المسار الطوبوغرافي، تصنع إسرائيل جرفًا شديد الانحدار يدافع عن مستوطنتي “حنيتا” و”شلومي” ويجعل التسلل إلى تخومها في هذه المنطقة عملية لوجيستية غير ممكنة، والسر هو كما يشرح المسؤولون الإسرائيليون من المستوى الأمنيّ يكمن في تحويل الأرض إلى تفوق استراتيجيّ، حسبما ذكرت. ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ البنية الأساسيّة وضعتها الطبيعة هناك، (وادي القطيعة) عميق وحوافه منحدرة وتجعل المرور من السهل باتجاه حدود الأراضي المحتلة عملية غير يسيرة، "إسرائيل" تزيل حاليًا جميع المساحة الخضراء الكثيفة التي تغطي المنحدر من جانبها باستخدام الجرافات، وتقضم المنحدر المكشوف وتحوله إلى جرف بزاوية عمودية تقريبًا.
وشدّدّت المصادر ذاتها على أنّ هذا الجرف سيرتفع في الواقع من أسفل الوادي إلى ارتفاع كبير، ولكي يجتازوه، سيحتاج عناصر حزب الله للقيام بالتسلق أو الهبوط من السماء، مُشيرةً إلى أنّ الوضع سيُساعد جيش الإحتلال على الاستعداد المناسب وتصغير طول المنطقة غير المحتمل. وأردفت المصادر قائلةً إنّ جيش الإحتلال يعلم أنّ أيّ عائق أرضيّ أوْ اصطناعيّ سيكون مجديًا، لا ينظرون إلى جرف “حنيتا” الجديد على أنّه بطاقة تأمين، فعندما تنتهي الأعمال في هذه المنطقة سيُعالج الجيش الإسرائيلي قطاعات أخرى.
علاوة على ذلك، قالت المصادر إنّ طبيعة الأرض على طول الخط الأزرق ستمكنه من تسخير الطبوغرافيا وتحويلها إلى أداة دفاعية، الأمر الذي سيُكلّف أموالاً طائلة، وتُعتبر ميزانية بناء جرف “حنيتا” أكبر من ميزانية الشعبة كلها، ولكن هذا الأنفاق ستؤتي أكلها في الوقت المناسب وبشكل كبير، هذا ما يُرجحونه في جيش الإحتلال.
وبرأي المصادر فإنّ حزب الله يعلم بأعمال جيش الإحتلال، وفي الأسابيع الأولى لم يعرف كيف يجيب وما الذي يدور، وبعدها لم تبقِ المشاهدات مكانًا للشك، من الناحية الأخرى للحدود تشاهد حركة واضحة كثيفة للجيبات البيضاء التابعة للقوة الأممية التي تمسك بهذا الخط الحدودي الحساس، يتفحص الطرفان ما يقوم به كل منهما الآخر، وللطرفين بات واضحًا أنّ المقصود هو الاستعداد للمعركة القادمة.
وبحسب موقع (المونيتور) الإسرائيليّ، فإنّ السؤال المركزيّ هو: متى ستندلع المعركة القادمة؟ وبرأي المصادر الأمنيّة في "تل أبيب"، تبدو الآن بعيدة، فوجهة حزب الله تجاه الشرق، فقد أرسل آلاف المقاتلين إلى الداخل السوري، ودفن في السنوات الأخيرة مئات المقاتلين، ولديه جبهة في الشمال اللبنانيّ مع تنظيم الدولة الإسلاميّة، ولديه جبهة في قلب بيروت، ولديه جبهة سياسيّة داخليّة لبنانيّة معقدّة. ونقل الموقع عن ضابط في جيش الإحتلال، لم يُفصح عن اسمه أوْ وظيفته قوله إنّ  حزب الله يعلم أنّ تكلفة سيطرته المحتملة على البيت المنعزل في حنيتا لعدّة ساعات، هذا البيت يُساوي ما يقارب 200 ألف دولار، ولكن مغزى سقوطه في يد حزب الله لفترة زمنية قصيرة ستكون دمارًا بتكلفة حوالي 20 مليار دولار في لبنان، ولست واثقًا بأنّ هذا يساوي المحاولة، على حدّ قوله.

رأي اليوم