بالعربي: حلم الوحدة كان في أساس تأسيس جامعة الدول العربية. أساس الفكرة بريطاني مع وزير الخارجية البريطاني آنذاك -أي عام 1941- أنتوني ايدن، وسرعان ما تلقفت مصر الفكرة ومنها الى بقية الدول العربية الأعضاء.
بين الحلم والواقع، تُظهر السنوات السبعون الكثير، فلطالما أُخذ على الجامعة أسلوبُها الضعيف في التعاطي مع القضايا العربية، وتحولُها بالتالي من حام لحقوق العرب الى متجاهل لهذه الحقوق؛ ففي بياناتها هناك الشجبُ والتنديد والاستنكار كحد أدنى، وفي الحد الأقصى هناك تشريعُ الأبواب للتدخل الأجنبي في الشؤون العربية والتنازلُ عن واجبها في تقديم مبادرات سياسية لمشاكل المنطقة.
الأمثلة في هذا الإطار كثيرة عبر التاريخ، وسنعرض للأحدث منها. قمة شرم الشيخ عام 2003. خلافات عديدة اندلعت بين دولٍ أعضاء في الجامعة حول مشروع عربي واحد، إثر صدور بيان القمة الرافض لأي هجوم عسكري على العراق. 18 يوماً بعد تلك القمة ويسجلُ التاريخ الغزوَ الأميركي للعراق من دون أن تحرك الجامعة ساكناً.
في الأزمة الليبية، تُتهم جامعة الدول العربية بأنها كانت السببَ المباشر لتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا في آذار 2011، فالجامعة جمّدت حضورَ السلطة الليبية ودعت مجلسَ الأمن الدولي الى فرض حظر جوي على ليبيا، حينها لم يصدر التحفظ الا عن سوريا واليمن والجزائر على اعتبار أنه مقدمة لتدخلٍ عسكري، وهذا ما حصل فعلاً لتتحول ليبيا اليوم الى بلد الانقسامات.
مع إندلاع الحرب على سوريا، شغِرَ المقعد السوري في الجامعة العربية بقرار من دول داخلها، فلأول مرة في تاريخ الجامعة تعلَقُ في تشرين الثاني 2011 عضويةُ بلدٍ عربي مؤسس. في قمة الدوحة في آذار 2013 شغل مقعد سوريا رئيس الائتلاف السوري المعارض المستقيل معاذ الخطيب، ليغيب التمثيلُ السوريُ بالمطلق في القمم التالية وبقرارٍ سياسي أيضاً.
اليوم وقبل ختام قمة شرم الشيخ، استبق نبيل العربي ليعلن أن القمةَ تؤيد تأييداً تاماً عاصفةَ الحزم ضد اليمن، والتي تستند برأيه إلى معاهدة الدفاع العربية المشتركة. من خاب أملهم من أداء الجامعة العربية يطلقون عليها صفة البطة العرجاء، وعندما ينظرون الى ما قدمته لأم القضايا العربية فلسطين، يصل اتهامهم الى وصفها بالعجز الكامل.