بالعربي: أثار قرار مصر بالتدخل العسكري في اليمن جويا وبريا ، وبريا – إذا لزم الأمر- جدلا واسعا في أوساط المثقفين والسياسيين المصريين بين مؤيد بدعوى حماية مصالحنا في مضيق باب المندب، ومعارض لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
القرار المصري بالتدخل في حرب اليمن، أعاد الى الأذهان التدخل فيها أول مرة إبان الستينيات في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، وهو التدخل الذي فقدت مصر بسببه عدة آلاف من خيرة شبابها، وهو الأمر الذي خلّف حزنا عظيما وألما مقيما في نفوس المصريين.
فكيف استقبل مثقفون وسياسيون مصريون هذا القرار الذي لا يعرف أحد عقباه؟
كارثة
في البداية وصف السفير إبراهيم يسري قرار مصر بالتدخل في حرب اليمن بأنه كارثة، وانصياعا لدول الخليج التي استعبدت مصر.
وأضاف يسري: ليس لنا خلاف مع الشيعة ، فكيف نتدخل من أجل الشرعية في اليمن ، في الوقت الذي قوّضناها في مصر؟
وقال يسري إن هناك حلفا غير شريف وغير معلن بين إيران وأمريكا وإسرائيل لتفتيت البلاد العربية الواحد تلو الآخر، مشيرا الى أن مصر ضعيفة الآن، وعندها ما يشغلها عن خوض حروب نيابة عن الآخرين.
وأضاف السفير يسري أن الإمارات قامت بتوجيه ضربة ضد ليبيا، فلماذا لا تقوم بتوجيه الضربة وحدها لليمن؟
واختتم حديثه مؤكدا أن التدخل المصري في اليمن كارثة ومأساة كبيرة، لا يستطيع أحد توقع عواقبها الوخيمة.
حماية مصالح
أما المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث د. عاصم الدسوقي فقد رأى في قرار مصر بالتدخل في اليمن حماية للمصالح المصرية، ولمنع وقوع مدخل البحر الأحمر في أيدي قوى معادية.
وذكّر د. الدسوقي بتدخل محمد علي في اليمن سنة 1837، وردود فعل بريطانيا العظمى التي سارعت بتحريك آلاتها العسكرية لحماية هذا المدخل الحيوي “باب المندب”.
وردا على سؤال عن إمكان تكرار كارثة حرب اليمن الأولى من سقوط آلاف المصريين قتلى، قال الدسوقي إننا لا نتحدث عن جمعية خيرية، مشيرا الى أن الحرب حرب، وإذا تكلمنا عن الحرب، فلا نتكلم عن الأخلاق بحسب أستاذ التاريخ الشهير.
واعتبر د. الدسوقي أن ما يحدث في اليمن هو جزء من “الربيع العربي” الذي صنعته الولايات المتحدة لتفتيت الدول العربية الى كيانات صغيرة.
الموت في صحراء العرب
الأديب عباس منصور استنكر القرار المصري بالتدخل في اليمن للمرة الثانية، ودعا الشعب المصري وكل القوى الوطنية للتظاهر احتجاجا على ارسال المصريين للموت في صحراء العرب.
وأضاف منصور أن العسكر يمارسون استبدادهم بإرسال المصريين للموت في غياب الإرادة الشعبية من برلمان ودستور.
المصدر: الراي اليوم
