بين وعود الحمد الله وآمال غزة.. محللون: الزيارة حتى اللحظة "بروتوكولية"

بالعربي: بعد انتهاء اليوم الأول من زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله لقطاع غزة، و مع الآمال الغزية الكبيرة المعلقة على هذه الزيارة، اتفق رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله في اجتماعه مع وفد من حركة حماس على تشكيل لجنة مشتركة لحل كافة أزمات غزة العالقة.

وقال رئيس وفد حركة حماس في اللقاء وعضو مكتبها السياسي، خليل الحيّة، لوكالة "صفا": إن أجواء اللقاء كانت إيجابيّة، موضحاً أن اللجنة ستتناول وضع حلول لقضايا المعابر وإعادة الإعمار والكهرباء وموظفي الحكومة السابقة في غزة.

وضم وفد حماس أيضا ً القياديان في الحركة زياد الظاظا وغازي حمد والناطق باسمها سامي أبو زهري، وحضره نائب رئيس الوزراء وزير الثقافة زياد أبو عمرو ووزراء حكومة الوفاق في غزة.

إلى ذلك قرأ المحلّل والكاتب السياسي أكرم عطا الله، في حديثه مع الهدف، مفاجئة زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله لغزّة، بأنها نتاج مُستجدات سياسية طرأت على الساحة الفلسطينية، ما استدعى الحكومة بالإسراع في القدوم لغزّة.

وأضاف عطا الله أن تلك المستجدّات تتمثل في زيادة وتيرة اتّصالات الجهات الخارجية مع حركة حماس، وأهمّها دولة قطر، ووعودها بالتسهيلات والدعم لقطاع غزّة، إضافة إلى الحديث الجاد عن تهدئة طويلة الأمد مع دولة الاحتلال". وبالتّزامن مع موافقة مبدئيّة أبدتها حركة حماس حول ما جاء في الوثيقة السويسريّة، ظنّت الحكومة الفلسطينية أنه يوجد ما يمكن الحديث عنه مع حركة حماس، وبالتالي جاءت لغزّة.

و قال عطا الله: "أمام حركة حماس الآن خيارات أخرى متاحة لها، و بحجم كبير من الوعود الإيجابيّة، بخلاف السلطة الفلسطينية، التي تعاني بالأساس من أزمات مالية متفاقمة جراء حجز حكومة الاحتلال لأموال المقاصّة، وبالتالي ليس لدى السلطة ما تقدّمه لحماس في غزّة".

و حول توقّعاته بفاعليّة الزيارة، قال عطا الله: "لا أعتقد أن السلطة ستنجح في زيارتها للقطاع، لأن ما قدّمته من وعود لحلول الملفات العالقة، لن تُحل فوراً"، مُستشهداً بوعود سابقة قُدّمت منذ أسبوعين حول حلّ لمشكلة كهرباء غزّة و تحسّنها خلال ساعات، وهو ما لم يحصل فعلياً على أرض الواقع.

واستدرك عطا الله: "جميع الوعود التي قدّمها الحمد الله اليوم، مرهونة بما اشترطه، وهو تسليم المعابر لحكومة التوافق"، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر من الصعب حدوثه في المستقبل القريب، كون الخلاف بين حكومة التوافق وحركة حماس، حاد و واسع في هذا الخصوص.

و كان الحمد الله اجتمع في وقت سابق من اليوم بوفد من حركة فتح ضم عضو لجنتها المركزية زكريا الأغا والنائب عن الحركة فيصل أبو شهلا، بحضور وزراء حكومة الوفاق في غزة.

وكان الناطق باسم حكومة التوافق الفلسطينية إيهاب بسيسو وصف لقاءات الحمد الله مع وفديّ حركتي فتح وحماس بالإيجابية.

وقال بسيسو في تصريح صحفي: "هناك حلول في القريب العاجل لأزمات قطاع غزة، لا سيما الكهرباء والموظفين والإعمار"، مشدداً على أن الحكومة جاءت لغزة من أجل وضع حلول واضحة وليست جزئية لهذه الأزمات.

من جانبه وصف الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، في حديثه للهدف، تصريحات الحمد الله والنتائج الآنية لزيارته لغزّة في يومها الأوّل، بأنها "بروتوكوليّة أكثر من كونها تُغطّي احتياجات قطاع غزّة".

وأضاف حبيب أنّ هذه الزيارة هي مهمّة فقط لتأكيد عدم وجود خطّة لفصل قطاع غزّة عن الضفّة المحتلّة، "خاصّةً في ظلّ وجود مُعطيات جديدة وعروض خارجيّة بمنح قطاع غزّة مجموعة من التسهيلات والدعم مُقابل سلب حقوق وطنيّة"، وازدياد الحديث عن انفصال تام بين غزة والضفة وليس مجرّد انقسام.

وحول نجاعة هذه الزيارة، أوضح حبيب بأنّه حتى اللحظة "من المستبعد أن تحقّق هذه الزيارة نتائج فارقة أو اختراق على صعيد الملفات العالقة والحساسة كملف الإعمار والانتخابات" وأنّها لا تختلف عن سابقاتها من الزيارات، نظراً لأنّ الأطراف المعنيّة، لم تقم بدورها حتى اللحظة في تمكين حكومة الوفاق من عملها، و لعدم وجود إرادة سياسية لإنجاز تقدم في الملفات العالقة بغزّة.

واستدرك حبيب قوله أنّه بالرغم من كل هذه المعطيات إلا أنه "يجب التأنّي والترقّب للنظر إلى ما بعد هذه الزيارة"، من قرارات وخطوات يمكن أن تخرج بها الحكومة الفلسطينية.