الطائرة المنكوبة في الألب: 150 قتيلاً والإرهاب غير مستبعد

بالعربي: لم تستبعد فرنسا أي فرضية، وبينها العمل الإرهابي، في تحديد أسباب تحطم طائرة «آرباص ٣٢٠» تابعة لشركة «جيرمان وينغز» المتفرعة من شركة «لوفتهانزا» الألمانية. وتحطمت الطائرة المنكوبة في منطقة جبال الألب أمس، وقضى جميع ركابها الـ144، بينهم 12 طالباً ألمانياً وأستاذان من مدرسة في دوسلدورف، إضافة إلى أفراد طاقمها الستة.

وزاد غموض الحادث اعتبار «جيرمان وينغز» إحدى شركات الطيران الأكثر أماناً في أوروبا، على رغم كونها بين الشركات المحدودة الأسعار (لوو كوست)، وانتماء ملاحيها إلى شركة «لوفتهانزا» المشهود بأمانها. وخسر سهم «آرباص» نحو 2 في المئة في بورصة باريس، وسهم «لوفتهانزا» 0,47 في المئة.

وفي مواجهة أسوأ كارثة جوية في فرنسا منذ تحطم طائرة الكونكورد لدى إقلاعها من مطار رواسي في 25 تموز (يوليو) 2000، والذي أسفر عن 113 قتيلاً، قال رئيس الوزراء مانويل فالس أمس: «لا يمكن استبعاد أي فرضية في هذه المرحلة» لتفسير أسباب تحطم الطائرة خلال رحلة من مدينة برشلونة الإسبانية إلى مدينة دوسلدورف الألمانية.

وأوضحت الإدارة العامة للطيران المدني الفرنسي أن «الطائرة خفّضت تحليقها بسرعة غير اعتيادية لمدة ١٠ دقائق، من دون أن توجه نداء استغاثة لدى بلوغها جبال الألب، وصولاً إلى ما دون مستوى تحليق الأمان في المنطقة الجبلية، حيث يناهز ارتفاع قممها 3 آلاف متر، ثم قرر برج المراقبة الجوية أن الطائرة في وضع خطر، بعدما فقد الاتصال بطاقمها».

وعجزت مروحيات للجيش الفرنسي وفرق رجال الأمن والإطفاء والمسعفين عن بلوغ موقع سقوط الطائرة سريعاً، نظراً إلى وعورة المنطقة واكتسائها بالثلوج. وأفادت الشرطة بأن «انتشال جثث الضحايا ثم الحطام سيستغرق أياماً».

واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هاتفياً بالمستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي أبدت صدمتها بعد الكارثة وحزنها العميق، مؤكدة أنها ستتعاون مع الإسبان والفرنسيين لتحديد أسباب الحادث.

وقررت مركل التوجه إلى موقع الكارثة اليوم، فيما قطع ملك إسبانيا فيليبي السادس وزوجته ليتسيا زيارة رسمية إلى باريس بسبب «الظروف المأسوية الطارئة».

وقدم الملك في باحة الإليزيه تعازيه إلى أسر الضحايا والسلطات الألمانية والتركية، مشيداً بالإجراءات الفورية التي اتخذتها السلطات الفرنسية عبر فتحها تحقيقاً تقنياً وآخر قضائياً في الحادث. وهو توجه قبل مغادرته فرنسا برفقة هولاند إلى مقر وزارة الداخلية الفرنسية، حيث شكِّلت خلية أزمة لمتابعة معلومات عن الحادث.