واشنطن غير مرتاحة للتحركات الخليجية في اليمن

بالعربي: على الرغم من اللغة المنتقدة لـ"أنصارالله" في البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي، أول أمس الأحد، إلا أنه في مجمله لم يأت بجديد وكان قاصرا عن مواكبة الأحداث حسب تقييم أحد الدبلوماسيين.

البيان وضعته دول مجلس التعاون الخليجي مع الأردن وبمساعدة فرنسية وتم التشاور بشأنه منذ أسابيع.

روسيا والصين تحفظتا على النص وطلبتا زيادة التعرف على الأوضاع في اليمن والتريث في الأمر، وكانتا ضد إصداره. لكن دول مجلس التعاون والأردن مضت في طرحه ووضعته تحت قاعدة الصمت بحيث إذا لم يعترض عليه أحد خلال ٢٤ ساعة يصبح نافذا.

ولم تعترض الدولتان قبل نهاية المدة كونه لا يغير شيئا في الأوضاع ولا يخرج عن إطار القرارات والبيانات التي صدرت في السابق، أما صدور قرار تحت الفصل السابع يفرض إجراءات معينة، كإدراج شخصيات على قائمة المقاطعة أو تنظيم على قائمة الإرهاب أو يسمح بالتدخل العسكري من الدول الأعضاء،  فذلك أمر آخر.

في معلومات أن الولايات المتحدة غير مرتاحة للتحركات الخليجية بالنظر إلى أن التعاون بين المناوئين لـ"أنصارالله" وبين القاعدة بات مكشوفاً على الأرض بعد الإفراج عن مئات السجناء. وكان هذا هو السبب الرئيسي للإنسحاب الأميركي السريع من اليمن وليس الخشية من الحوثيين.

أيضا ذكرت مصادر للميادين إن السعودية عرقلت الحوار ولم تكن تريد حلا سياسيا في اليمن، وطرحت الإنتقال بالحوار إلى الرياض من أجل إحراج الحوثيين وإخراجهم منه كي لا يكون لإيران أي دور في الحل في اليمن بأي صورة من الصور. حتى جمال بن عمر إكتشف ذلك، ومن هنا كان تحذيره الشديد من العواقب، لكنه تحدث بشكل مبطّن.

المستبعد في المرحلة الحالية أن يتوصل أعضاء مجلس الأمن إلى قرار ينطوي على إجراءات دعم عسكرية إلى حكومة هادي في عدن. لكن دول الخليج ستواصل إرسال المساعدات المالية والعسكرية خارج إطار الشرعية الدولية وربما تضطر الدول الغربية وليس فقط روسيا والصين إلى التحرك لوقف هذه الخطوات لخطورتها بعد التجربة الليبية والعراقية والسورية. حتى فرنسا ترفض تقسيم اليمن بالنظر إلى أن شركة توتال النفطية ستخسر من جراء اللامركزية بعد فوزها بعقود من اليمن الموحد. الشركات ستضطر في هذه الحالة إلى الدفع لعدة حكام أقاليم بعد أن كانت ترشي شخصية واحدة، حسب قول خبير مطلع.

أعضاء مجلس الأمن الدولي سيبقون يتابعون الوضع ويتحركون بمقتضى التطورات، لكن مع صعوبة في تحقيق إجماع لا سيما في أجواء الخلاف الأميركي ـ الروسي. لكنهم في الوقت الراهن يبدون عاجزين عن بلورة إستراتيجية تحرك جامعة.
أعضاء المجلس يجدون أنفسهم أمام خيارين، مواصلة التحاور مع الحوثيين الذين لم يعد ممكنا تجاهلهم على الأرض، أو مع القاعدة لأنهم يعلمون أن القوى المسلحة المعتدلة لم تعد موجودة على الساحة اليمنية، فالسعودية فقدت السيطرة على الأرض وباتت تتصرف بفقدان صبر مع شعورها بالحصار من الجنوب.

المصدر (الميادين)